د. إخلاص
بهذه العبارة أجاب يسوع حين طلب الفريسيون منه ان ينتهر جمهور التلاميذ الفرحين والمسبحين القائلين "تبارك الملك الآتي باسم الرب…"
كيف تهتف الحجارة؟ ولمَ لا نكون نحن الحجارة الحية التي تحدث عنها الرسول بطرس في رسالته الأولى (2:5) "وأنتم أيضاً حجارة حية فى بناء مسكنٍ روحيٍ، فكونوا كهنوتا وقدموا ذبائحَ روحية يقبلها الله بيسوعَ المسيح"
فالثقة المطلقة بهتاف "هوشعنا في الأعالي" تجعل منا ذلك الحجرالذي يحتضن منابع المياه،
الحجرالذي يصمد في الاثار الشاخصة رغم عاديات الزمن،
الحجر الذي يُمسِك أقدام من بقي على أرض الوطن لئلا يفكر بالرحيل
ويناجي البعيدين: لنبني ونحقق أحلامنا معاً ، ليفرح الطالب والمعلم، المريض والطبيب، المهندس والعامل والفنان والمؤرخ…
إذن تعالوا يا أحبائي نستعد معاً للإحتفال بأحد السعانين في هذه السنة المميزة "سنة الرحمة"
بان ندعو يسوع للدخول الى مدينتنا المقدسة، الى قلوبنا وأفكارنا وضمائرنا ونطلق العنان لصبيان أحاسيسنا وميولنا وسلوكياتنا فتهتف بفرح "هوشعنا لابن داود"… خلصنا يارب من قيود الخطايا وانصرنا على الموت الروحي الذي يفصلنا عنك … ولتمتد اغصان زيتوننا وسعفات نخيلنا جسرا نعبر من خلاله الى إخوتنا البعيدين حاملين صورة خالقنا المتجسدة بالمحبة والغفران والتسامح والرجاء والثقة بوعد الرب على لسان القديس متى البشير(3:9) "إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم".
كل هذا يتحقق لو بدأنا بإصلاح ذواتنا أولا وبقينا ممسكين يد الرب كطفل لا يشعر بالأمان إلا وهو ممسك بيد والده القوية، حينها يكون المستقبل لنا وسيحلو لنا الترنيم والهتاف مع كاتب المزامير "الحجر الذي رفضه البناؤون صار راس الزاوية (مزمور 118:22)"
ودمتم برعايته محروسين