أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / الأرشاد الرسولي “فرح الحب”

الأرشاد الرسولي “فرح الحب”

المطران شليمون وردوني

يوم 19 آذار 2016 أصدر قداسة البابا فرنسيس الأرشاد الرسولي حول العائلة بعنوان "فرح الحب" وهو نتيجة ما بحث حوله اباء سينودس الأساقفة بتاريخ 18 اكتوبر 2014- 24 اكتوبر 2015 في روما وبعد لقاءات متعددة في لجان مختلفة درست الموضوع بتروٍّ وباسهاب، وجُمعت كل الآراء ونشرت في هذا الأرشاد الرسولي والذي تابعه قداسة البابا فصلاً فصلاً وفقرة بعد أخرى، وكانت الخلاصة هذا البحث الجميل والذي لخّص كل تعليم الكنيسة حول العائلة وكيف يجب أن تعيش العائلة الآن، وهي الكنيسة الصغيرة، حيث تُجابه كل التحديّات المعاصرة وتحاول أن تتغلب على كل الصعوبات الحياتية والتي تريد أن تُنغّص الحياة العائلية وتمزّق وحدتها.
هذا الأرشاد ينقسم إلى تسعة فصول بعد المقدمة.
ففي البدء يقول قداسته إن مسيرة السينودس وضعت حالة العوائل في العالم الحاضر على المحك لتوسّع نظرة الجميع وتحرك الوعيالعام حول أهمية الزواج والعائلة. وفي الوقت عينه، إن تعقيد المواضيع المعروضة اظهرت ضرورة الأستمرار في التعمق بحرية في بعض المواضيع العقائدية والخلقية والروحية والرعائية. ان تأمل الرعاة واللاهوتيين، إذا كانت أمينة للكنيسة، عادِلة وواقعية وخلاّقة فانها تُساعدنا على الوصول إلى وضوح أكبر. هناك رغبة جامحة في وسائل الاعلام وحتى في خدام الكنيسة لتغيير كل شيئ بدون تأمل كافٍ وبدون أساس. هذا هو موقف يريد أن يحل كل شيئ مُطبّقاً قواعد عامة مستنتجاً من بعض الافكار اللاهوتية قرارات، مُبالغ بها.
في هذه المناسبة أودّ، يقول قداسة البابا، أن أوكّد بان ليس كل المجادلات الايمانية والخلقية والراعوية يجب أن تُحل بتدخل السلطة التعليمية. من الطبيعي والضروري أن تكون في الكنيسة ضرورة الوحدة في التعليم وعيش الايمان. ولكن هذا لا يمنع بان توجد طرق مختلفة لتفسير بعض أوجه التعليم أو بعضأوجه النتائج التي تنجم منها. يستمر إلى أن يقودنا الروح لكي نصل إلى الحقيقة الكاملة (يو 16: 13). أي إلى أن يُدخلنا تماماً في سر المسيح فنستطيع أن نرى كل شيئ بنظره ماعدا هذا، فهناك في كل بلد أو مقاطعة يمكن أن يُبحث عن حلول أكثر متأقلمة ومُنتبهة إلى التقاليد وإلى التحدّيات المحلية. فعلاً إن الحضارات هي مختلفة جداً فيما بينها وكل مبدأ عام (…) هو بحاجة إلى التأقلم إذا أراد أن يُحافظ عليه ويُطبّق الواقع.
على كل حال، ان المسيرة السينودسية حملت في ذاتها جمالاً عظيماً وقدّمت نوراً كبيراً، وهناك مساهمات كثيرة ساعدت على دراسة مشاكل العوائل في العالم بكل سعتها وهذا في مداخلات الآباء على اختلافها.
هذا الأرشاد يكتسب معناً خاصاً في مجمل احداث هذه السنة اليوبيلية سنة الرحمة. اولاً لأن قداسة البابا يعتبرها كمشروع للعوائل المسيحية التي تحثّها لتُقيّم عطايا الزواج والعائلة، ولكي تُحافظ على حبّ قوي، مملوء من القيموالكرامة والالتزام والأمانة والعبر. وثانياً هناك اقتراح لتشجيع المؤمنين جميعاً ليكونوا علامات الرحمة والتقارب، هناك حيث حياة العائلة لا تتحقق كلياً كما يجب ولا تُعاش بسلام وفرح.
في بداية هذا الأرشاد ينشرالبابا المتن بالأستناد علىالكتاب المقدس الذي يمنح قوة مناسبة. من هناك يعتبر الحالة الواقعية للعوائل لكي تستقر حياتها المسيحية، ثم يذكر بعض العناصر الأساسية لتعليم الكنيسة حول الزواج والعائلة وهذا ليفتح المجال لفصلين مُخصّصين للحب. وبعده يظهر قداسته بعض الطرق الرعائية التي تقود إلى بناء عوائل قوية وخصبة حسب برنامج الله، ثم يُكرّس فصلاً واحداً لتربية الاطفال. وبعده يتوقّف قداسته عند الدعوة إلى الرحمة وإلى التمييز الراعوي أمام الحالات التي لا تُجيب تماماً إلى ما يطلبه منّا الرب، وفي الختام يرسم قداسته خطوطاً ناعمة للحياة الروحية العائلية.
بسبب الغنى الذي نتج من تأملات آباء السينودس خلال سنتين وفي مواضيع مختلفة، هذا يشرح التوسّع في الموضوع وأهميته للكنيسة وللعالم، فالبابا ينصح الجميع بقراءة الأرشاد بتأنٍ وتأمّل عميق ولا يستهين المؤمنون بالنص فيقرأونه بعجالة وبلا تركيز. ويجب أن يُقيّم هذا الموضوع افضل تقييم من قبل العوائل والعاملين في خدمتها، ليتعمقوا فيها بكل صبر ويتأملون في كل قسم منها، ويُفتّشون عمّا لهم الحاجة به في كل مناسبة واقعية. هكذا كل واحد بواسطة هذه القراءة يشعر بدعوته للأهتمام في خدمة هذه العوائل، لفائدة الكنيسة والعالم.

 

 

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.