أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / آن الأوان لكي يوقف سرطان داعش وأشباهها

آن الأوان لكي يوقف سرطان داعش وأشباهها

 البطريرك لويس روفائيل ساكو

تفاجأ العالم بما تقوم به داعش وأشباهُها من أفعال شنيعة، وضرب الحريات باسم الإسلام، مثل تهجير وقتل المدنيين أو حرقهم أحياء وسبي النساء وهدم المعالم الدينية والحضارية وتشويه للعلاقات بين ابناء البلد الواحد.

إزاء كل هذا نتساءل: اما آن الأوان لكي يتبادر المسلمون في العالم والغالبية منهم معتدلون ويريدون الخير، وغير المسلمين ذوي الإرادة الطيبة للخروج بموقف واضح ومحدد للتعامل بجديّة وليس بسطحية، مع موضوع التطرف والإرهاب الذي يشكل خطراً على الكل، وان يشكلوا جبهة موحدة لمواجهة الانغلاق والتطرف والكراهية ووقف هذا السرطان الرافض للعيش المشترك والمواطنة والحداثة؟ ان جهاديّ داعش واشباهها يعتقدون ان الجنة تُضْمَن بقتل الأبرياء بحزام ناسف أو عربة مفخخة، أو عبوة، أو بسكين"! هذا دمار فكري.

 اما حان الوقت للمسلمين ان يعلنوا للعالم بصوت شجاع ومرتفع ان هذا الفكر مخالف للدين الإسلامي وانهم يرفضوه، وبالمقابل ان يقدموا قراءة معمقة لرسالة الدين الحقة، رسالة تأخذ منحى مختلفاً وصارخا بالضدّ عما ينشره المتطرفون. فرسالة الديانات هي نشر التسامح والمحبة والرحمة والاخذ بروحيّة النصوص ودلالاتها والتأكيد على انهم ملتزمون بطاعة هذه الرسالة الجوهرية احتراما لله وللدين.
 ان ما ينتظره المسيحيون الذين عانوا الامرين من داعش والمتطرفين هو ان تقوم الدول والمرجعيات الدينية معاً بمواجهة هذه الايدولوجيا المضرة وتفكيكها من خلال نشر ثقافة الحرية، والعقل، والانفتاح والتسامح والمحبة والإخاء والتعايش واحترام حقوق الانسان والاختلاف والتعددية عبر عملية التنشئة والتثقيف وتطوير المناهج الدراسية التي باتت مصدرا للتشدد الديني بشكل كبير، وتهيئة أسس السلام والاستقرار والتعاون والعدالة واعتماد الحوار الحضاري والهادئ والشجاع في حل الاًزمات التي طالت وأنهكت الناس والبلاد، والسعي لبناء دولة مدنية، دولة القانون والمؤسسات.
من حق الناس، كل الناس أن يعيشوا بأمان واستقرار، ومن حقهم ان يكونوا مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وان يتمتعوا بمستوى كريم من الخدمات.

ولتأكيد ما أشرنا اليه من ظلم وضرب للحريات وسوء استخدام الدين، هذه مقتطفات من خطب دينية وفتاوى تطلق باستمرار ضد المسيحيين وغيرهم، هي الأخرى يجب التعامل معها بحسم.

 

هذه مقتطفات من احدى الفتاوى أو الخطب الدينية

– كل دين غير دين الإسلام كفر وضلال، وكل مكان للعبادة على غير دين الإسلام هو بيت كفر وضلال…
– من اعتقد أن الكنائس بيوت الله، وأن الله يعبد فيها، أو أن ما يفعله اليهود والنصارى عبادة لله فهو كافر….
– تحريم التهنئة بالعيد لغير المسلمين والدعاء بترميل نسائهم وتيتم أولادهم.

إذاً، مواقف وخطب كهذه ستنتج بدون شك أشخاصاً لقتل هؤلاء الكفار والمرتدين بذات البغضاء التي تحملها هذه العبارات!
 
إن المسيحية ولدت في الشرق. والمسيحيون هم أصحاب الأرض، وهم بالتالي جزء أساسي من النسيج المجتمع الشرق الأوسطي. عملوا كثيراً من اجل تطور الثقافة والحضارة العربية، من المؤسف انهم اليوم يتعرضون لاعتداءات غير مبررة، مما يهدد وجودهم التاريخي في المنطقة، لذا هناك حاجة إلى بلورة موقف رسمي جريء وواضح لدعمهم وشد أزرهم لما يمثلونه من مهارات ثقافية واقتصادية من خلال تعميق المساواة والمواطنة والحقوق المشروعة من اجل سلامة المجتمع وتوطيد العيش المشترك.

 

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

تعليق واحد

  1. عوديشو يوخنا

    الرب يحفظك سيدنا ويديمك بموفور الصحة والعافية وطوال العمر المديد / آمــــــــين 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.