أخبار عاجلة
الرئيسية / اخر الاخبار / الذكرى الخامسة لرحيل الخوري لويس الشابي ببغداد 31 اكتوبر (ت1) 2013

الذكرى الخامسة لرحيل الخوري لويس الشابي ببغداد 31 اكتوبر (ت1) 2013

الذكرى الخامسة لرحيل الخوري لويس الشابي ببغداد 31 اكتوبر (ت1) 2013

الخوري فيليكس الشابي – روما

تمر هذه الايام ذكرى رحيل (عمي) الخوري لويس الشابي، الذي خدم معظم حياته راعيا لكاتدرائية مار يوسف ببغداد لاكثر من 40 سنة! وايضا مناسبة حلول عيد جميع القديسين حسب التقويم اللاتيني في 1 ت2.

الوفاة ومساعدة غبطة البطريرك: توفي عمي على اثر ازمة صحية المت به، من مرض السكر والقلب.. ولم يكن يحب مراجعة الدكاترة وتناول الادوية، حاله حال اكثر العراقيين… وبينما كان حاله يزداد سوءا، زاره غبطة ابينا البطريك مار لويس روفائيل الاول ساكو ليطمئن عليه، وكان حينها راعيا حديثا لكنيسة العذراء سلطانة الوردية ببغداد، وراه بحالة حرجة، فقام بالاتصال بالاسعاف الفوري ونقل على اثرها  الى مستشفى الراهبات حيث وافته المنية هناك…

 فنشكر غبطة ابينا البطريرك قلبيا على عنايته ومحبته الابوية تجاه كهنته الذين خدموا كنيستهم بتفان وصمت… واكرر ما كتبت وقتها لغبطته شاكرا جهوده القيمة: “كنت ابا وراعيا، وكنتم كالسامري الصالح الذي ضمد جراحات المسكين الملقى على حافة الطريق”. كما واشكر دور سيادة المطران مار باسيلوس يلدو في متابعة اموره في السنوات الاخيرة والسؤال عنه باستمرار.

بهذه المناسبة اود ان اسرد بعض التفاصيل عن حياته تثمينا لدوره في خدمة الكنيسة الكلدانية لعقود طويلة، بتواضع وتفان وبشاشة غالبا ما يحتاجها رجال الدين.

الولادة والدخول في المعهد الكهنوتي: الخوري لويس الشابي من مواليد بلدة كرمليس 1939، (حسب تقليد العائلة يقال انه كان من مواليد 1940 او 1941، لانه اخذ مكان واسم اخيه السابق “الياس” الذي توفي قبله بسنة). دخل معهد مار شمعون الصفا لبطريركية الكلدان في الموصل وهو في مرحلة المتوسطة برفقة (الخوري) يوسف شمعون. وأرسل من قبل المثلث الرحمات المطران عمانوئيل ددي للدراسة في روما برفقة (المطران) شليمون وردوني و(الخوري) مشتاق زنبقة. وكان هناك يدرس برفقة تلامذة اخرين … (بالتأكيد هناك تفاصيل اخرى كثيرة لا اعرفها، حبذا لو كتب عنها سيادة المطران شليمون وردوني منذ مرحلة السمنير وطوال فترة الخدمة الكهنوتية في بغداد اذ كانا رفيقا درب طويل).

الرسامة والخدمة الكهنوتية: تمت الرسامة الكهنوتية في روما في 29 حزيران 1968 الى جانب (المطران) شليمون وردوني من قبل الكارينال اغاجنيان رئيس المجمع الشرقي انذاك. وحصل على شهادة الليسانس في تاريخ الكنيسة، بعدها عاد الى بغداد في 1970 وبدأ بالعمل الخورني في كاتدرائية مار يوسف الكلدانية في الكرادة – خربندة الى جانب (الاب) المطران ابراهيم ابراهيم والخوري قرياقوس حكيم والاب جرجيس ابراهيم … حتى عام 2009 حيث تمت رسامته خوراسقفا من قبل المثلث الرحمات البطريرك عمانوئيل دلي، واعطي الصليب الخاتم. ثم نقل (عين) كاهنا لكنيسة الزعفرانية، ثم كاهنا لكنيسة سلطانة الوردية حيث وافته المنية عام 2013!   

صفاته: لم اعش طويلا مع عمي لكني اتذكره من زياراته السنوية الى كرمليس… وفي فترة دراستي في سمنير بغداد كنت ازوره ايام (النزلات القصيرة) للطلبة حوالي 3 مرات بالشهر…

صوته الرخيم: كان ابونا لويس يتميز بصوت جميل ورخيم، غالبا ما كان يحب الترنيم…، وفي مرات كثيرة عندما كنا في السيارة نذهب من كنيسة الى اخرى لحضور مراسيم ما، او في زيارة رعوية يطلب منه الناس الترنيم فكان يسترسل بالترانيم الكلدانية القديمة بصوت جميل… يا ريت كانت الوسائل التكنلوجية الموجودة الان متوفرة لكي نسجل مثل تلك الاصوات الجميلة…

حسه الابوي تجاه الفقراء: في زمن التسعينات، زمن الحصار الظالم على الشعب المسكين…، كم مرة عندما كنت اصل الى كنيسة مار يوسف أرى طوابيرا من الناس الفقراء امام باب مكتب الخوري، مسيحيين ومسلمين على حد سواء، كانوا يصطفون لاخذ المعونة المالية، وما كان ابونا لويس ينظر او ليفرق بين هذه وذاك، بل كان يقسم ما يرزق به اللـه عبيده بالمساواة. وكان يقول لي بعد ان ينصرفوا “رغم ان الزمن هو عسير لكن اللـه لا ينسى ابناءه، وانا احاول جهدي ان اجلب المعونة حتى من الصخر… فلا استطيع رؤية الناس بهذه الحال ولا اعمل شيئا”. وهذا ما اعطاه حسا شعبيا ومعرفة بالقريب والبعيد انعكس صداه يوم تشييعه في بغداد عندما بكاه الاغراب قبل ابناء الخورنة.

حس المرح والدعابة: ما كنا نجتمع معا، خاصة بحضرة اباء كهنة اصدقاء، الا وكان يتحفنا بقصص او يروي حوادث طريفة حصلت معه… وكان يفرح الاخرين الذين معه ويدخل البهجة والسرور في قلوبهم.

الخدمة المتفانية: كونه خدم في كاتدرائية مار يوسف لسنوات طوال، فقد كان على دوام الابهة والاستعداد للقيام بالخدمات الروحية على مدار الساعة من قداديس وعماذات وبراخات ودفنات ومشحة المرضى (وهنا اتذكر كم كان يساعد من الفقراء بمصاريف الدفنة عندما لم يكن للبعض احيانا النقود لشراء صندوق الخشب!)…

خاتمة: هذه بعض من صفات المرحوم الخوري لويس الشابي، التي اتذكرها… وقد سمعت مرة انه قد اوقف في بغداد من جماعة مجهولة، وتم الاتصال بالبطريركية لتحريره، ولكن لم يتسنى لي التأكد من صحة الخبر… كما وتمت سرقة سيارته مرتين فترة خدمته ببغداد وهو يقوم بواجبات التعازي او حضور الدفنات في كنائس اخرى… كل هذا لم يثن اصراره وعزيمته بتتميم خدمته لكنيسته التي احبها حتى الموت…

طلب: نتمنى من كنيستنا الكلدانية في بغداد والابرشيات المختلفة ان تتذكر الكهنة الذين بذلوا حياتهم في الخدمة المتفانية (كالخوري رسام، والاب بطرس حداد، وفيليب هيلاي، والاب حبي وتوما مركو… واخرين) وايضا الاساقفة السابقين، سواء بنصب او جدارية في الكنائس الكاتدرائية تذكيرا للكهنة الحاليين وللمؤمنين بدور اسلافهم الذين خدموا هذه الكنائس الى اللحظة الاخيرة.

صلوا من اجلهم!

عن Maher

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب فاتيكان نيوز :   في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.