أخبار عاجلة
الرئيسية / اخر الاخبار / البابا يترأس ’درب الصليب‘ حيث خصّصت تأملاته هذا العام للمصلوبين الجدد

البابا يترأس ’درب الصليب‘ حيث خصّصت تأملاته هذا العام للمصلوبين الجدد

البابا يترأس ’درب الصليب‘ حيث خصّصت تأملاته هذا العام للمصلوبين الجدد

روما – أ ف ب والفاتيكان نيوز

2019/04/20

ترأس البابا فرنسيس، مساء الجمعة، رتبة “درب الصليب” في الكولوسيوم في روما، حيث خصّصت تأمّلات هذا العام “للمصلوبين الجدد” (ضحايا الإتجار بالبشر)، وفي مقدّمهم النساء ضحايا الاستغلال الجنسي.

وتحيي الكنسية في “درب الصليب” مراحل الآلام الـ14 التي اجتازها يسوع المسيح بدءاً بالحكم عليه بالموت ومروراً بصلبه وانتهاءً بدفنه. وهذا العام اختار البابا فرنسيس الراهبة الإيطالية أوجينيا بونيتي لإعداد التأمّلات والصلوات التي تتلى في كلّ من هذه المراحل الـ14.

وهذه الراهبة البالغة من العمر 80 عامًا والتي كانت لوقت طويل مرسَلة في أفريقيا عادت إلى بلدها حيث كرّست حياتها منذ 20 عامًا لخدمة “ضحايا تجّار الأجساد البشريّة”، ولاسيّما الفتيات اللواتي يعملن في الدعارة على طرقات إيطاليا.

“المصلوبين الجدد”

واختارت الراهبة لتأمّلات هذا العام أن “نسير درب الألم هذه مع جميع الفقراء ومهمَّشي المجتمع والمصلوبين الجدد لتاريخ اليوم، ضحايا انغلاقاتنا وضحايا السلطات والتشريعات، ضحايا العمى والأنانيّة، لكن ولاسيّما ضحايا قلبنا الذي قسّته اللامبالاة”.

وتميّزت النصوص التي أعدّتها الراهبة بأسلوبها المباشر والقاسي بمثل قسوة المعاناة الإنسانية التي اختبرتها بأم عينيها ونقلت بعضًا من فصولها في تأمّلات مراحل الآلام.

ومن هذه التأمّلات التي أورد موقع الفاتيكان نيوز نصّها بالعربية معاناة “العديد من الفتيات اللواتي وإذ تجبرهنَّ مجموعات تجار العبيد، لا يتحمَّلنَ تعب وذلَّ رؤية أجسادهنَّ الشابة التي يتمُّ التلاعب بها وتُستغل وتُدمَّر مع أحلامهنَّ”.

ولفتت الأخت أوجينيا إلى أنّ “تلك النساء الشابات يشعرنَ بالانقسام: من جهة يتمُّ البحث عنهنَّ ويُستعملنَ، ومن جهة أخرى يُنبذنَ ويَحكم عليهنَّ مجتمع يرفض رؤية هذا النوع من الاستغلال الذي يسبّبه ترسُّخ ثقافة الإقصاء”.

وروت الراهبة في أحد التأملات كيف أنّها رأت “في إحدى ليالي كانون الثاني الباردة، على طريق في ضواحي روما، ثلاث طفلات أفريقيات، جاثمات على الأرض يُدفِّئنَ أجسادهنَّ اليافعة ونصف العارية حول موقدٍ. وخلال مرور بعض الشباب بالسيارة، ولكي يتسلّوا، رموا على النار موادّ قابلة للاشتعال وسبّبوا لهنَّ حروقًا خطيرة”.

كما روت مأساة “الشابة تينا التي قُتلت بوحشيّة على الطريق ولها من العمر عشرون سنة فقط تاركة طفلة عمرها بضعة أشهر”. وروت أيضًا معاناة “قاصرة نحيلة، التقيتُ بها ليلةً في روما، وكان رجال على متن سيارة فخمة يصطفّون لاستغلالها، بالرغم من أنها كانت من عمر بناتهم”.

ولفتت الراهبة في تأمّلاتها إلى معاناة المهاجرين وضحايا الاتجار بالبشر من “رجال ونساء وأطفال يتمّ شراؤهم وبيعهم كعبيد من قبل التجار الجدد للكائنات البشريّة. من ثمّ يتعرض ضحايا الاتجار بالبشر للاستغلال من قبل أفراد آخرين. وفي النهاية يتمّ رميهم كسلع لا قيمة لها. كم من الأشخاص يغتنون إذ ينهشون لحم ودم الفقراء!”.

وذكّرت التأملات بـ”تلك الشابات النيجيريات الستة والعشرين اللواتي ابتلعتهنَّ الأمواج واللواتي تمّ تشييعهنَّ في سالرنو؟ لقد كانت جلجلتهنَّ طويلة وقاسية. أولاً العبور في الصحراء مكدّسات على قافلة الحظ، من ثمّ الوقفة القسريّة في مراكز الحجز المخيفة في ليبيا. وختامًا القفزة في البحر حيث وجدنَ الموت على أبواب +أرض الميعاد+”. وأعربت الراهبة عن الأسف لأنّ “الصحراء والبحر قد أصبحا مدافن اليوم الجديدة”.

وفي ختام رتبة درب الصليب، تلا البابا فرنسيس صلاة قال فيها:

“أيّها الربُّ يسوع، ساعدنا لكي نرى في صليبك جميع صلبان العالم: صليب الجائعين إلى الخبز والحب؛ صليب الأشخاص الوحيدين والمتروكين حتى من أبنائهم ومن أهلهم؛ صليب العطاش للعدالة والسلام؛ صليب الذين يفتقرون لعزاء الإيمان؛ صليب المسنّين الذين يجرّون أنفسهم تحت ثقل السنين والوحدة؛

صليب المهاجرين الذين يجدون الأبواب مغلقة بسبب الخوف من القلوب التي تقسّيها الحسابات السياسيّة؛ صليب الصغار المجروحين في براءتهم وطهارتهم؛ صليب البشريّة التي تهيم في ظلام الشك وظلمة ثقافة المؤقّت؛ صليب العائلات المفكّكة بسبب الخيانة وإغراءات الشرِّ أو اللامبالاة القاتلة والأنانيّة؛ صليب المكرّسين الذي يجتهدون لكي يحملوا نورك إلى العالم ويشعرون بأنهم مرفوضون ومحتقرون ومهانون.

صليب المكرّسين الذين وخلال المسيرة نسوا حبّهم الأوّل؛ صليب أبنائك الذين يؤمنون بك ويجتهدون ليعيشوا بحسب كلمتك ويجدون أنفسهم مهمّشين ومقصيين حتى من أهلهم وأترابهم؛ صليب ضعفنا وريائنا وخيانتنا وخطايانا ووعودنا الكثيرة التي لن نفِ بها. صليب كنيستك التي، وإذ تحافظ على أمانتها للإنجيل، تتعب في حمل محبّتك حتى بين المعمَّدين. صليب كنيستك، عروستك، التي تشعر بأنّها مُهاجمة على الدوام من الداخل والخارج، صليب بيتنا المشترك الذي يذبل تحت عيوننا الأنانيّة والتي يعميها الجشع والسلطة.

أيها الرب يسوع أنعش فينا رجاء القيامة وانتصارك النهائي على الشر والموت آمين!”.

للمزيد من الصور:
https://www.facebook.com/pg/www.abouna.org/photos/?tab=album&album_id=22…

عن Maher

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب فاتيكان نيوز :   في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.