تغريدة مع يسوع
د. إخلاص عابد جرجيس
جئتُ أحتمي بك يا يسوعي من هذا الهجير
فقد طالتْ رحلتي وأحسبُني في هذه الدنيا أسير
فُكَ قيودي يا يسوع وأطلقني لأحلِّق في فضاءك الرحب وأطير
كلما دنوتُ منك يا يسوعي أرى جزءاً مني يذوي وآخر يستنير
أقتربُ بخطواتٍ متثاقلة، وقد أتعبني المسير
اُصلّي بعمق فيناجيكَ قلبي بحرقة وألوذُ بالصمتِ لئلا يستجير
اُخفي تناقضاتي في خيمةِ غفرانك، وقد جمعتُ الكثير
أعرفُ انك ستسامحني وأطمع بعفوٍ وتبرير
أراكَ يا يسوعي الحبيب تسمو وتبتعد بين حنايا الأثير
أتوسل ان تملأني بروحك القدوس وأتمسَّك بحبال الفكر لأستشير
علّه بالحكمة يعبئني والى ينابيع الصبر معه طائعةً أسير
فأنهل من حبك ما يكفي ليفتح عيني الضرير
كنتُ يا يسوع اُشبَه بملكةٍ طالما إتَّشحَت بالحرير
ناديتَها وتَبِعتكَ حين لمستَها بشعاعك المنير
فاختارتْ بفرحٍ أن تلتحفَ بدفءِ حبك ليقيها من الزمهرير
رَمَتْ كل جواهرها في عمق اليمّ وعشقتْ حياة العبد الفقير
تركتْ الصولجان وراء ظهرها وعانقتْ صليبها الكبير
نسيتْ علمها وتعليمها وحسِبَتْ “كل شيء نفاية” كما علَّم الرسول بولس “الصغير”
وتذكرتْ لوقا بقوله، من يضع يده على المحراث الى الأمام يسير
يكفيها ان تلهج بحبك وتتغنى باسم يسوع مع كل شهيق وزفير
هذه أنا يا حبيبي وقد ملأتني في غفلةٍ من الزمن بكنوز الحب الوفير
دعني التصق بصدرك يا يسوع كمغامرٍ يظنّ أنه في التسلق خبير
أتكور تارةّ وتارة أخرى ارفرف جناحاي كمن يسمع البشير
عانقني يا يسوعي وضمَّني بقوة أيها القدير
وأسمعني هامساً بان ضريبة الحب ليست حساباً عسير
بل انه جُلَّ ما يحتاجه عالمنا هذا… عطاءٌ وعطاءٌ وعطاءٌ وصرخةٌ كالهدير
18 آب 2019 بغداد