أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / خَدبشَبًا قَدٌمًيًا ديَلدًا (6) الاحد الاول من الميلاد: “1 يلدا”

خَدبشَبًا قَدٌمًيًا ديَلدًا (6) الاحد الاول من الميلاد: “1 يلدا”

خَدبشَبًا قَدٌمًيًا ديَلدًا (6) الاحد الاول من الميلاد: “1 يلدا”

تك21: 1-21 / 1صم 1: 19-28/ غل4: 18-5: 1 // متى2: 1-23

         زيارة المجوس ونجمة الشرق: متى 2: 1- 23

الاب د. غزوان يوسف بحو شهارا

خوري كنيسة ماركوركيس في القوش

دكتوراه في الكتاب المقدس ومنسق الرابطة الكتابية في العراق

مقدمة

إن إنجيل الطفولة يتضمّن في متى خمسة أحداث ترتبط بخمسة نصوص من العهد القديم: “نسب يسوع” والحبل البتولي بالمسيح يرتبط بنص نبوي (أش 7: 14). سجود المجوس للطفل الألهي يرتبط بنص نبوي (مي 5: 1- 3). الهرب إلى مصر يرتبط بنص نبوي (هو 11: 1). ومقتل أطفال بيت لحم يرتبط بنص نبوي (إر 31: 15). والعودة إلى الناصرة (“يُدعى ناصرياً”) يرتبط بنصوص تاريخية. كأن الإنجيلي الأول أراد أن يقتدي بأسفار موسى الخمسة.

وهناك تشابهات عديدة بين طفولة يسوع كما يرويها متى، وطفولة موسى في سفر الخروج والأدب المدراشي. فولادة “المخلّص” قد أعلن عنها في حلم ونبوءة. وإعلان هذه الولادة ملأت قلب هيرودس وبلاطه بالخوف، كما ملأت قلب فرعون وشعبه. وكما أن هيرودس استشار الكتبة، استشار فرعونُ المنجّمين، وكلا الطاغيتان أصدرا قراراً بقتل الأطفال. وفي كلا الخبرين أفلت الطفلان بصورة عجائبية وقد أراد الملكان أن يقتلاهما عند ولادتهما. وفي الحالين، نبّهت السماء المحرّر المقبل، بعد أن هرب من بلاده، أن عليه أن يعود إلى أخصّائه، لأن أولئك الذين كانوا يطلبون الطفل قد ماتوا. في هذا السياق الأدبي وبما فيه أيضاً من عمق لاهوتيّ، نحدّد بعض النقاط التاريخية والجغرافية المهمة التي تختص بميلاد المسيح المخلص.

1– في بيت لحم اليهودية

تردّدُ أناجيل الطفولة مراراً (متى 1- 2/ لو 1- 2) أن المسيح هو من نسل داود، وأنه وُلد في بيت لحم. إن واقع الولادة في بيت لحم يرتبط ارتباطاً حميماً بقرابة المسيح إلى داود. ومتى يؤكّد على واقع يقوله إن عظماء الكهنة وكتبة الشعب عرفوا أن هذا ما أعلنه النبي ميخا (آ 5، 6). إنه النبي الذي عاصر أشعيا، وقد صوّر في 4: 11- 13 مخطّطات الأمم الباطلة ضدّ صهيون. وفي 4: 14- 5: 23 أنشد النبي المجد المقبل لسلالة داود. وعارض بين عظمة حصن صهيون (بيت جادر 4: 14) وحقارة أفراتة الظاهرة التي منها يخرج داود الجديد، فيقول: “وأنت يا بيت لحم افراتة، أصغر عشائر يهوذا، منك يُولد ذاك الذي يملك على إسرائيل. مخارجه تعود إلى الأزمنة الماضية والأيام الغابرة. لهذا يتركهم الرب إلى اليوم الذي فيه تلد الوالدة. حينئذٍ يعود باقي اخوته إلى أبناء إسرائيل. وينتصب ويرعى قطيعه بقدرة الرب وبمهابة اسم إلهه. يقيمون هناك، لأنه يمدّ سلطانه إلى أقاصي الأرض” (مي 5: 1- 3). إن ذكر “الوالدة التي تلد” والتقارب الواضح مع نبوءة عمانوئيل (أش 7: 14)، يحدّدان موقع نبوءة ميخا هذه في منظار واضح من الاسكاتولوجيا المسيحانية. نسب متى التفسير المسيحاني والجغرافي في نص ميخا، إلى عظماء الكهنة والكتبة: إستشارهم هيرودس فدلّوا على المدينة.

وفي بيت لحم يهوذا تقوله الأخبار الرابانية (تلمود أورشليم)، سيُولد المسيح. كان ميخا قد قال إن بيت لحم كانت “أصغر من أن تعدّ بين مدن الألف ساكن”. غير أنه أضاف: منها يخرج المسيح. فسّر متى تفسيراً دقيقاً هذا المعنى النبوي، فقال: “لست أبداً أصغر عشائر يهوذا. فمنك يخرج”. ثم شدّدت نهاية الإيراد (الذي يكون راعي شعبي إسرائيل) المأخوذ من 2 صم 7: 5- 12، على طابع داود الثاني الذي يوافق كل الموافقة ما يكون عليه المسيح المنتظر.

2- في أيام هيرودس الملك

نعرف من خلال المؤرخ اليهودي يوسيفوس أن هيرودس توفيّ حوالي عيد الفصح، سنة 750 على تأسيس مدينة رومة (أي سنة 4 ق. م.). وفي هذه السنة، وقع الفصح في 12 نيسان. إذن، كانت ولادة يسوع قبل هذا التاريخ، قبل سنة 4 ق. م. هل نستطيع أن نحدّد هذا “القَبل”؟ هذا يرتبط بالمدى الذي امتدّ بين ميلاد يسوع ووصول المجوس من جهة، وبين وصولهم وموت الملك من جهة ثانية. أصيب هيرودس بمرض خطير، وترك أورشليم (ولم يعد إليها). وذهب إلى أريحا في أيلول أو تشرين الأول سنة 749. وكما أن هيرودس لم يكن مريضاً، على ما يبدو، ساعة وصل المجوس إلى أورشليم حيث كان يقيم، يجب أن نقول إن المجوس جاؤوا إلى المدينة المقدّسة قبل تشرين الأول سنة 749. هذا كل ما نستطيع أن نحدّده.

بالإضافة إلى ذلك، لا نستطيع أن نجعل بين ميلاد يسوع ومجيء المجوس فسحة من الزمن تتعدّى السنتين (متى 2: 16) ولا تكون أقلّ من 40 يوماً. فبعد أربعين يوماً، تقدّمت مريم والطفل إلى الهيكل من أجل تطهيرهما (لو 2: 22؛ لا 12: 2- 8). فلم يكن من الفطنة في شيء أن تذهب إلى أورشليم (هذا إذا استطاعت) من أجل هذا التطهير بعد الأمر الذي تلقّاه يوسف بالهرب إلى مصر. ثم، لا نستطيع أن نجعل التطهير يتمّ بعد العودة من مصر، لأنه مرّت ستة أو سبعة أشهر بين موت هيرودس وبداية حكم ارخيلاوس. إذن، وُلد الرب على أبعد تقدير في سنة 749 على تأسيس مدينة روما.

في التاريخ المسيحي الذي أدخله ديونيسيوس الصغير الذي جعل سنة 754 هي السنة الأولى في المسيحية، حدث هناك خطأ يمتد على 4 أو 5 سنوات، ولهذا نجد في كتب التاريخ ولادة يسوع بين 4-5 قبل الميلاد، وهذه هي الإشارة الى الخطأ الذي حدث في تصفير السنة الرومانية القديمة، أي انه وفق هذا الحساب فاننا اليوم نحتفل براس السنة الميلادية 2020 والتي بالحقيقة يجب ان تكون 2025 م بحسب الدراسات التاريخية الحديثة. وأما عيد الميلاد في 25 كانون الأول، فقد تأسّس في رومة ليحلّ محلّ عيد الشمس. في بداية انقلاب الشمس الشتائي. ووصل العيد إلى الشرق في نهاية القرن الرابع، بعد أن عيّد الشرق والغرب لميلاد يسوع في 6 كانون الثاني.

3– مجوس جاؤوا من المشرق يتبعون نجما

هذه الإشارة الموجزة فتحت الطريق واسعة أمام التقليد المسيحي اللاحق. فقد تحدّثت الشهادات القديمة عن عدد المجوس. قالوا: اثنان (رسمة في مدفن بطرس ومرسلينوس). ثم: ثلاثة (في ناووس محفوظ في متحف اللتران). أو: أربعة (مقبرة القديسة دوميتيلة في رومة). أو: ثمانية (على إناء في متحف كرشارينافو). وعدّت التقاليد السريانيّة والأرمنية حتى 12 مجوساً. ولكن العدد “ثلاثة” سيطر وذلك بالنظر إلى عدد الهدايا المقدّمة: الذهب واللبان والمرّ. أو بالنظر إلى ممثّلي أمم الأرض الثلاثة: سام، حام، يافث. ولا ننسَ اهتمام متّى بالرقم ثلاثة. وأعطي هؤلاء المجوس أسماء في التقليد الغربي. وقد وصلت هذه الاسماء إلى الشرق: ملكيور، غسبار، بلشصر. وقالوا عنهم إنهم كانوا “ملوكاً” بحسب التفسير الحرفيّ للمزمور 72: 10: “ملوك ترشيش والجزائر يؤدّون له الجزية، ملوك سبأ وشبأ يقدّمون له الهدايا”. وكذلك بسبب تقليد يعود إلى ترتليانس الذي قال عنهم إنهم “كانوا مثل الملوك”.

وتتنوّع الشهادات عن موضع ولادتهم. بعضهم جاء بهم من فارس وآخرون من بابل، من الجزيرة العربية، من مصر، من الحبشة. ولكن هناك إشارة اركيولوجية ثمينة تعود إلى زمن قسطنطين وتعتبر أن المجوس جاؤوا من فارس. وتورد رسالة سينودسية من مجمع أورشليم سنة 836 م، أنه لما دمّر جنود كسرى الثاني الفارسي كل معابد فلسطين سنة 614 م، عفوا عن بازليك بيت لحم التي بناها قسطنطين: حين رأوا رسمة الفسيفساء التي تمثل سجود المجوس، ظنوا أنهم من بلادهم، وذلك بسبب ثيابهم.

طرح المجوس هذا السؤال: “أين هو ملك اليهود الذي وُلد منذ زمن قريب” (آ 2)؟ لقد رنّ في آذان اليهود الذين اعتبروه تهكّماً وسخرية. ولكن هيرودس رأى في هذا الكلام سبباً للقلق والاضطراب. ومع ذلك فما أعلنوه يقع في قلب رجاء الشعب العبراني الذي توزّع خارج حدود فلسطين الجغرافية. فالأسفار المقدّسة التي ترجمت إلى الآرامية واليونانية، نشرت في العالم كله الرجاء بملك يأتي من اليهوديّة.

تحرّك المجوس وانطلقوا في الطريق لأنه “رأوا نجمه يشرق”. هي نجمة تحرّكت أمامهم ووصلت بهم الى أورشليم ثم إلى بيت لحم. وفي النهاية توقّفت فوق الموضع الذي كان فيه الصبي (آ 9). يمكننا مقارنة نجم المجوس مع النور المسيحاني الذي أعلنه أشعيا: “الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً، وعلى سكان بلاد الظلمة شعّ نور..لأنه وُلد لنا ولد. أعطي لنا ابن ونال السلطان على كتفيه” (أش 9: 1- 5؛ 60: 1- 6).

وانتهى حدث المجوس بإكرام أدّوه للطفل: “رأوا الطفل مع مريم أمه” (آ 11). “فخرّوا وسجدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدّموا له هدايا من الذهب واللبان والمرّ” (آ 11). هنا نتذكّر زيارة ملكة سبأ للملك سليمان، كما نتذكّر فخامة هداياها. “حملت إلى أورشليم غنى كثيراً جداً” (1 مل 10: 2، 10؛ 2 أخ 9: 1- 9).

إن هذه العظمة السابقة قد بدت بشيراً للعهد المسيحاني. فأورشليم المسيحانية سوف تتفوّق على أورشليم سليمان فيفيض فيها غنى الأمم ولا سيما بلاد سبأ: “كل الذين من سبأ يأتون. يحملون الذهب والبخور ويعلنون أمجاد الرب” (أش 60: 6). تتوجّه هذه الثروات إلى أورشليم كإكرام للملك المسيحاني، الذي هو سليمان الجديد، والذي يتجاوز بشكل لا محدود مجد سلفه. “ملوك ترشيش والجزائر يقدّمون له الهدايا. ملوك سبأ وشبأ يحملون إليه العطايا. كل الملوك يسجدون أمامه، وجميع الأمم تخدمه… يحيا ويُعطى ذهب سبأ” (مز 72: 10- 11، 15). لا شكّ في أن متّى رأى مع لاهوته التلميحي، في تقدمة المجوس، تتمّة النبوءات المسيحانية.

 4- الهرب إلى مصر

إن خبر الهرب إلى مصر هو أولاً صدى بعيد وحقيقي لتجوالات الآباء: تجوال ابراهيم (تك 12). تجوال يعقوب الذي يشبه خبره (كما في تك 46: 2- 5) خبر متى: “قال الله لاسرائيل لا رؤية ليليّة: يعقوب، يعقوب! لا تخف من أن تنزل إلى مصر، لأني أجعل منك هناك شعباً عظيماً. فأنا أنزل معك إلى مصر، وأنا أصعدك من هناك”. ويبدو الإيراد الكتابي “من مصر دعوت ابني” كالذروة في هذه المقطوعة. ففيه يكمن مفتاح التفسير. إن الاختيار الأخير (من مصر دعوت ابني، متى 2: 15) يدلّ على ارتباط بين ملك يهوه (خر 15: 18) الذي بدا ملموساً باختيار ابنه اسرائيل (خر 4: 22)، وملك المسيح ابن داود الذي يمثّل اسرائيل الجديد كما جاء يكوّنه. ونزيد على ذلك فنقول: كانت مصر في وعي اسرائيل الديني أرض العبودية التي منها أخرج الله شعبه (ابنه). كانت كذلك قبل كل شيء وبشكل خاص. وعلى مثال موسى في الماضي، يسوع هو اليوم أداة تحرّر تعود فيه المبادرة كلها إلى الله.

ويجب أن نعود أيضاً إلى التقوى اليهوديّة الشعبيّة، وإلى جميع التقاليد الحيّة التي يحافظ عليها أتقياء اسرائيل في زمن يسوع والانجيليين، حول شخصيّة موسى. نلاحظ في نص الخروج أن مقتل أطفال العبرانيين لا يقرّره فرعون لكي يوقف نموّ بيت اسرائيل (خر 1: 18- 20). بل يسبّبه إنباء بولادة طفل سيقلب الوضع في مصر. وفي الطريقة التي فيها أفلت يسوع بطريقة عجائبيّة من الملك هيرودس الذي “طلب الصبي ليقتله” (آ 13)، نقرأ قرار فرعون باستئصال جميع الأطفال. وهكذا نجد في خلفيّة خبر متّى، هذا النصّ وسائر النصوص البيبلية واللابيبلية التي تحدّثنا عن موسى الذي نجا من الموت. فكما في زيارة المجوس، احتفظ هذا الخبر بتذكّر السنوات الأخيرة في عهد هيرودس وما كان فيها من سفك دماء. وتأثر النصّ تأثّراً قوياً بتذكّر مولد موسى، فوجد قمته في هذه الكلمات “دعوت ابني”. وارتبطت هذه الكلمات بالخبر بواسطة “من مصر”. وهكذا أغلقت دائرة النعمة بين يهوه وشعبه: فالخروج من مصر يندرج اندراجاً أبدياً في حركة دائرية حيث تجد كل انحرافات التاريخ وجهتها الصحيحة وهدفها.

قدّم متى العودة من مصر في ثلاث محطات. أولاً، “أرض اسرائيل” (آ 21). أي مجمل أرض فلسطين التي تُعتبر أرضاً مقدسة، أرض الموعد. ثم “ناحية الجليل” (آ 22). وأخيراً، “مدينة الناصرة” (آ 23). إن الناصرة، وإن كانت موضعاً مجهولاً في الكتب المقدّسة، كانت مع ذلك جزءاً من أرض اسرائيل التي اختارها الله. وهكذا يحيط الكاتب تدريجياً بالموضع الذي فيه نجد أصول يسوع. وسيبيّن لنا تفحّص هذه المحطّات الثلاث كيف أن هذه المقاربة الجغرافيّة لموطن يسوع الحقيقي، ترافقها مقاربة لاهوتية.

جاءت الأنوار من عالم الخروج ومن عالم موسى على أخبار متى 2، فدلّت المتتالية المتاوية في 2: 19- 23 على نهاية الخروج والدخول إلى أرض اسرائيل في فلسطين. ولكننا نجد أكثر من ذلك في النصوص. فنحن أمام “عودة”، لا أمام دخول بسيط (أو موقت). نحن أمام عودة ذي طابع نهائي. فالعبارة “دخل إلى أرض اسرائيل” (متى 2: 21) نجدها في حز 20: 36- 38 في معرض الحديث عن عودة المنفيّين. “وكما حكمتُ على آبائكم في أرض مصر، هكذا أحكم عليكم، يقول الربّ الإله. فإني أجيزكم (أجعلكم تعبرون) تحت العصا، وأعيدكم في عدد قليل. أفصل عنكم المتمرّدين، أولئك الذين ثاروا عليّ. أخرجهم من الأرض التي يقيمون فيها. ولكنهم لا يدخلون إلى أرض اسرائيل، فتعرفون أني أنا الربّ”. نلاحظ في نصّ حزقيال هذا أن العودة من المنفى تتوازى مع سفر الخروج والإقامة في البرية بعد الخروج من مصر. هذه النصوص هي نتيجة لغة وأسلوب سيستفيد منهما الكاتب الانجيلي ليكتب “حياة” يسوع. نجد في هذه النصوص الموضوع الاشتراعي المرتبط بأشعيا والمتحدّث عن خروج جديد.

هذا الموضوع يجد صدى عميقاً عند مسيحيّي الكنيسة الأولى. لم يعد يسوع ذاك “الموسى” الذي مات في البرية قبل أن يصل إلى أرض كنعان. بل هو ذلك الذي يجمع كل المنفيّين من أجل عودة نهائيّة إلى أرض الموعد. عندئذ نستطيع القول حسب هذه الشميلة الانجيليّة الرائعة، إن المسيح يسوع الذي هو غاية الخليقة الجديدة، يعيش أيضاً منذ ولادته كلاً من هاتين المحطتين الحاسمتين في خلاص اسرائيل وهما: الخروج ونهاية العبودية. العودة من المنفى والخروج الجديد.

5- العودة إلى الجليل

أجل، إن الرؤية المتاوية هي بداية الخلاص النهائي الذي حمله يسوع الناصري بشكل العودة (الرجوع) الأخيرة. فيسوع وحده ولا شخصٌ آخر، هو الذي جاء يتمّ هذا العمل الاسكاتولوجي (في نهاية الزمن) الذي صوّرته مسبقاً المحطتان المميّزتان في تاريخ الشعب المختار وهما: الخروج والعودة من بابل.

إن “ناحية الجليل” هي الأرض التي فيها ظهر يسوع على الجموع وأعلن لهم اقتراب ملكوت السماوات (متى 4: 17). هناك كرز وعلّم واجترح معجزات دلّت على الحدث الذي يُبلغه إلينا. ولكن في نظر اليهودي المعاصر ليسوع، كان للجليل اتساع وأهمية يتجاوزان تصوّراتنا الجغرافية. كان يصل في الشمال إلى لبنان والسلسلة الشرقية مع جبل حرمون. وكان يصل في الشمال الشرقي إلى دمشق. وفي الشرق إلى دكابوليس أو المدن العشر. وفي الغرب كان يصل إلى صور وصيدا.

إن يسوع جعل قرية الناصرة مدينة مشهورة. لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت، ولكنها سمّيت “موطنه” (مر 6: 1؛ لو 4: 16). وهذا الموضع الذي تجذّر فيه يسوع جعل العهد الجديد يسمّيه “الناصري” (متى 2: 23).

ترتبط الصعوبة الكبيرة في هذا المقطع بالكلمات الأخيرة: “إنه يدعى ناصرياً”. لا نجد مثل هذا القول في الكتاب المقدّس. ثم إن صيغة الجمع “الأنبياء” تدعونا ألاّ نبحث عن إيراد محدّد، بل أن نعتبر أن القول موجود بشكل ضمنيّ في مجمل الأسفار. بحثَ الشرّاح عن مراجع هذه العبارة وقدّموا الفرضيات المختلفة. وها نحن نقدّم أهمها.

يرى بعضهم أن “الناصرة” يعود إلى العبرية “ن ص ر” في أش 11: 1 (جذع يخرج من فم يسّى). ويرى بعضهم أن الأصل هو في قض 13: 3- 7 (إنباء بمولد شمشون) ولا سيّما في لفظة “نزير” (في السبعينية: نزارايوس) المطبَّقة على الولد. ولكن يجب أن نتذكر أن الانجيلي لا يورد أبداً الكتاب بمعزل عن حركة تفسير تعطيه كامل معناه. وتجاه هذا، إن الحريّة التي يتخذها بالنسبة إلى النصّ تتيح له بأن يكون أميناً له. حين يعرض متى عبارة أعاد تصحيحها (أش 7: 14 في متى 1: 23) على أنها قول نبوي، أو حين يجمع عدة عناصر كتابيّة في وحدة تامة، فهو يريد أن يقدّم لنا في شكل من الأشكال ملخّصاً عن تاريخ الخلاص. وهكذا يُدخل الماضي كله في حدث التجدد لكي يعطيه معناه النهائي.

عندئذ، لن تكون هناك صعوبة أن نقول بأن متى 2: 23 ج ليس إيراداً كتابياً، بل عبارة كوّنها الانجيلي وسمّاها “قول الأنبياء”. فمدينة الناصرة هي موضع تتمة مجمل المواعيد، لا موعدٍ واحد. فما يهمّ متى هو تتمة الكتاب المقدّس كله. وانطلاقاً من ناصرة الجليل، سيتراءى يسوع مع ملء قدرته المسيحانيّة. حينئذ تدخل المواعيد إلى حيّز العمل، تدخل في التاريخ.

إن هذه الاحداث تقدّم لنا برهاناً على تنازل عناية الله الذي يتكيّف والاستعدادات الخاصة بالذين جاء يخلّصهم. فإلى الرعاة البسطاء أرسل ملائكة يعلنون لهم ميلاد يسوع. ودعا الرابانيين في أورشليم، وهم المتعلّقون بحرف الشريعة، إلى أن يتمعّنوا في نبوءات تتحدّث عن مجيئه، وذلك بمناسبة سؤال طرحه هؤلاء المجوس. وحرّك وجدان هيرودس الذي لا يهتمّ بالأمور الدينيّة. بل يتأثر بما يهدّد عرشه، فيسمعه خبراً يقلقه عن ولادة ملك اليهود خارج قصره. وأخيراً، قدّم للمجوس هذه الظاهرة الغريبة التي يبحث العلماء عن طبيعتها بدون جدوى. هؤلاء المجوس انتظروا مجيء مسيح حليف ارتبطت حياته في فكرهم بمسيرة نجم. ليس هذا النجم وليد نواميس الأفلاك. إنه يرتبط بشريعة الله وحبه الذي يتنازل نحو البشر. وكل ذلك من اجل ان يخرجهم من العبودية الى الحرية كما فعل مع موسى وشعب العهد القديم هكذا يفعل الان من يسوع وشعبه المسيحي في العهد الجديد وفي كل الازمان.

المصادر: الكتاب المقدس في الطبعة اليسوعية، وكتب التفسير بحسب الدراسات البيبلية للرابطة الكتابية في الشرق الاوسط، واعمال الخوري بولس الفغالي.

الاب د. غزوان يوسف بحو شهارا

خوري كنيسة ماركوركيس في القوش

دكتوراه في الكتاب المقدس ومنسق الرابطة الكتابية في العراق

القراءة الرابعة: متى 2: 1- 23

اٍوَنجًليٌوُن قَديٌشًا دمًرَن ئشوُع مشيٌخًا كًروُزوٌةًٌا دمَةَيٌ

غ كوٌد ىوٍيلٍا ئشوُع ببٍيةٌلخِم ديٌىوٌدًٌا بيوٌْمًةًٌا دىٍروُدس مَلكًا. ةٍيلَي مجٌوٌشٍا مٌن مَدٌنخًا لاوُرِشلِم واَمريٌىّوًا: اَيكًا ىوٍيلاٍ مَلكًا دَيىوٌدًيٍْا. خُزيٍلَن كَوكٌبٍى بمَدٌنخًا. وةٍيلَن لِسجًٌدًٌا طًلٍى. شمٍعلٍى ىٍروُدس مَلكًــا وشحشلٍى وكوٌلًى اوُرِشلِم اِمٍى. وِمحوٌمِعلٍا كوٌلَيىيٌ ذًبٍا دكًىْنٍا وسًفرٍا دعَمًا وِمبًقِرىّوًلَي داَيكًا بفًيِش ىوٌيًا مشيٌخًا. اًنَي مٍيرَي: ببٍيةٌلخِم ديٌىوٌدًٌا. ىًدَكٌ ايٌلٍا كةٌيٌبًٌا بِنبٌيًا: ىَم اًيـًةي يًا بيٍةٌلخِم ديٌىوٌدًٌا لًيوَةي نوٌقؤًن بمَلكٍا ديٌىوٌدًٌا. مِنًكٌي بِد فًلِط مَلكًا داًىّوٌ بمَراٍا لعَمًا ديٌيٌ يٌسرًيٍل. اَيجَىًا ىٍروُدس بطِشوًا قرٍيلٍا لِمجوٌشٍا وايٌلِفلٍا مِنَيىيٌ باَيمًا زَبٌنًا فيٌشلٍى خُِزيًا طًلَيىيٌ كَوكٌبًٌا. وكِمشًدٍيرَي لبٍيةٌلخِم ومٍرٍى طًلَيىيٌ: سوٌ حوُلوٌ اِلِد أيًلًا بايٌكٌَلةًا دجٌَم. وايٌمَن دخًُزوٌةوٌلٍا ىَيوُ مَخُووٌليٌ دىَم اًنًا زًليٌ سَجٌدِن طًلٍى. اًنَي كوٌد شمٍعلَي مٌن مَلكًا زِلَي. وىوُلٍا كَوكٌبًٌا  اًوًا دِخًُزيٍلَي بمَدٌنخًا باّيٌزًلًا قًمَيىيٌ. ىوُل دةٍيلٍا وكلٍيلٍا لعِل مٌن اَيكًا دىّوٍيوًا أيًلًا. وكوٌد خُزيٍلَي كَوكٌبًٌا فؤِخُلَي فِؤخُوٌةًٌا رَبةًٌا كَبيٌرًا. وابٍيرَي لبٍيةًٌا وخُزيٍلَي لأيًلًا اِمِد مَريَم  يِمٍى. ونفِلَي وسجِدٌلَي طًلٍى. وفةِخُلَي كِزنًةَيىيٌ وموٌقروٌلَي طًلٍى قوٌذبًنٍا: دَىبًٌا وموٌرًا ولوُبٌنّةًا. وفيٌشلٍى خُِزيًا طًلَيىيٌ بخُِلمًا دلًا دَاريٌ جٍنّب دىٍروُدس. اِلًا باوٌرخًُا خُِرةًا زًلَي لَاةٌرَيىيٌ.

 13وكوٌد زِلَي فيٌشلٍى خُِزيًا مَلَاكًٌا دمًريًا بخُِلمًا ةًا يًوسِف ومٍرٍى طًلٍى: قوٌمّ شقوٌل لأيًلًا وليِمٍى وعروُق لمِؤرٍين. وفوُش ةًمًا ىوٌل اًنًا داَمرِن طًلوٌكٌ. خؤُيٌرٍيلٍا ىٍرودس لحيًلًا لأيًلًا ةًا دمسًكيٍرٍا. قِملٍا يًوسِف شقِلٍا لأيًلًا وليِمٍى بلَيلٍا وِعرِقلٍا لمِؤرٍين. وفيٌشلٍى ةًمًا ىوٌل موُةًٌا دىٍروُدس. ةًا دكًمِل مِنديٌ دفيٌشلٍى ميٌرًا مٌن مًريًا بِنبٌيًا دأمٍرٍى: مٌن مِؤرٍين قرٍيليٌ لِبروُنيٌ.

 16اَيجًىًا ىٍروُدس كوٌد خُزٍيلٍا دفيٌشلٍى موٌسكٌرًا مٌن مجٌوٌشٍا. ملٍيلٍا خِمةًٌا كَبيٌرًا. ومشوٌدٍيرٍا وقطِلٍا كوٌلَيىيٌ أيًلٍا زعوُذٍا دبٍيةٌلخِم وكوٌلَيىيٌ ةخُوٌمًنٍا ديًٌى. مٌن بَر ةِرّةٍي شِنٍا وِلةٍكٌ. مِكٌدَيجِد زَبٌنًا دمبوٌقٍيرٍا مٌن مجوٌشٍا. اَيجًىًا كمِلٍا مِنديٌ دفيٌشلٍى ميٌرًا باٍرَميًا نبِيًا دأمٍرٍى: قًلًا فيٌشلٍى شمٌيعًا برَمةًٌا. بكًٌيًا وعَدًدةًا كَبيٌرةًا. رًخٍيل كبًكٌيًا لأيًلًى ولَكبًا ةًا دمسَليًا بَيد لٍيلَي فيٌشٍا.

 19كوٌد مِةٌلٍا ىٍروُدس مَلكًا فيٌشلٍى خُِزيًا مَلَاكًٌا دمًريًا بخُِلمًا ةًا يًوسِف بمِؤرٍين ومٍرٍى طًلٍى: قوٌمّ اِشقوُل لأيًلًا وليِمٍى وسيٌ لاَرعًا ديٌسرًيٍل مسَبَب مِةٌلَي اًنَي دىّوٍيوًا بِحيًلًا جيًنًا دأيًلًا. وقِملٍا يًوسِف وشقِلٍا لأيًلًا وليِمٍى وةٍيلٍا لاَرعًا ديٌسرًيٍل. كوٌد شمٍعلٍا داَركٍلًاوُس مَلكًا بَيىوٌد ىّوٍيوًا مبَدَل ىٍروُدس بًبٍى. زدٍالٍا دزًلٍا لةًمًا. وفيٌشلٍى خُِزيًا طًلٍى بخُِلمًا دزًلٍا لاَةٌرًا دِجليٌلًا. وةٍيلٍا عأمٍرٍى بِمدٌيٌنّةًا دكفَيشًا قريٌةًٌا نَؤرَةٌ. دفًيِش كميٌلًا مِنديٌ دفيٌشلٍى أميٌرًا بِنبٌيًا. دنًؤرًيًا بفًيِش قِريًا إ

القراءة الرابعة: متى 2: 1- 23

إوَنكَاليون قديشا دمارن إيشوع مشيحا كارازوثا د متى

1كود هويلِ إيشوع ببيث لحيم دإيهوذا بيوماثا دهيرودس ملكا، ثيلَي مغوشِ مِن مَذنحا لأورشليم وأمريوا: “إيكا هويلِ مَلكا ديَهوذايِّ؟ خزيلَن كاوِخويه بمَذنحا، وثِيلَن ِلزغاذا طاليه”. شميئليه هيرودس ملكا وزِئلِ وكلَه أورشليم مِنيه. مجومعلِ كولَيهي رابِ دكاهنِ وسابرِ دعَمّا وْمباقِروالَي أيكا ﭘايش هويا مشيحا.

5أنهْي مِيرَي: “ببيث لحيم دإيهوذا، هادَخ ايلِ كثيوا بنويا”: “هَم أيِّت يا بيث لحيم دإيهوذا، ليوات نوقصان بمَلكِي دإيهوذا، منخ بيد بالِط مَلكا دأهو بمَرأي لعَمّا ديئي إسرائيل”. أيكَها هيرودس بْطِشوا قريلِ لمغوشِ وإيلِبلِ مِنَيهي بإيما زونا ﭘشلِ خِزيا طالَيهي كاوِخوا. وكِم شاديرَي لبيث لحيم وميرِ طالَيهي: “سو وِمفَتشو إلِّد إيالا بإيخالتا دغام. وإيمَن دخازوتولِ، هايو مخوولي دهَم أنا زالي وسَغذِن طاليه”.

      أنهي كود شميلَي مِن ملكا زِلّي، وهولِ كاوِخوا أوا دِخزيلَي بمَذنحا بإيزالا قامَيهي، هولِ دثيلِ وكليلِ لأيل مِن أيكا دويوا إيالا. 10وكود خزيلَي كاوخوا ﭙصخلَي ﭙصخوثا رابثا كَبيرا، أويرَي لبيثا وخزيلَي لإيالا إمِد مَريَم يميه. ونبلَي وسغذلَي طاليه، وﭘثخلَي خزناثَيهي ومِقرولَي طاليه قوربانِ: دِيهوا ومُورا ولوتا. وﭘشلِ خِزيا طالَيهي بخِلما دلا دَأري لكيب دهيرودس، إلا بأورخا خِرتا زالَي لأثرَيهي.

13وكود زِلَّي ﭘشلِ خِزيا مَلاخا دماريا بخِلما تا يوسب وميرِ طاليه: “قوم شقول لإيالا وِليميه وعروق لمصرين، وﭘوش تاما هِل أنا دأمرِن طالوخ، حاضريلِ هيرودس لِجيالا لإيالا تا دمساكيريه”.

قِملِ يوسب شقلِ لإيالا وليميه بليلي وعرقلِ لمِصرين، وﭘشلِ تاما هِل موثا دهيرودس، تا دكامل مِندي دﭘشلِ مِيرا من ماريا بنويا دميرِ: “من مِصرين قريلي لِبروني”.

 16أيكَها هيرودس كود خزيلِ دﭘشلِ موسِخرا من مغوشِ، مليلِ حِمثا كَبيرا ومشوديرِ وقطلِ كُليهي إيالِ زورِ دبيث لحيم وكُليهي تخومانِ ديِّه، مِن بَر تِتي شِنِ وِلتيخ، مِخدِگِد زونا دِمبوقيرِ من مغوشِ. أيكَها كميلِ مِندي دﭘشلِ مِيرا بإرَميا نويا دميرِ: “قالا ﭘشلِ شميئا برَمثا: بِخيا وعدادتا كَبرتا! دراحيل كباخيا لإيالَه ولَكبا تا دمسَليا بِيد ليلَي مبيذِي”.

19كود مثلِ هيرودس مَلكا ﭘشلِ خِزيا مَلاخا دماريا بخِلما تا يوسب بمصرين، 20وميرِ طاليه: “قوم إشْقول لإيالا وليميه وسي لأرءا دأسرائيل مسبب مثلَي أنَي دويوا بجيالا گيانا دإيالا”. وقملِ يوسب وشقلِ لإيالا وِليميه وثيلِ لأرءا دأسرائيل. كود شميئليه دأركيليوس مَلكا بإيهوذ ويوا مبَدَل هيرودس بابيه، زديئلِ دزالِ لتاما. وﭘشلِ خِزيا طاليه بخِلما دزالِ لأثرا دِﮔليلا، وثيلِ وعميرِ بمذيتا دكبيشا قريثا نَصرت. دﭙايش كميلا مِندي دﭘشلِ ميرا بنويا: “دناصرايا ﭘايش قِريا”.

 

القراءة الرابعة: متى 2: 1- 23

الانجيل المقدس لربنا يسوع المسيح بحسب كرازة متى

زيارة المجوس

1وَبَعْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمٍ الْوَاقِعَةِ فِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى عَهْدِ الْمَلِكِ هِيرُودُسَ، جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ بَعْضُ الْمَجُوسِ الْقَادِمِينَ مِنَ الشَّرْقِ، 2يَسْأَلُونَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَقَدْ رَأَيْنَا نَجْمَهُ طَالِعاً فِي الشَّرْقِ، فَجِئْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ». 3وَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ هِيرُودُسُ بِذلِكَ، اضْطَرَبَ وَاضْطَرَبَتْ مَعَهُ أُورُشَلِيمُ كُلُّهَا. 4فَجَمَعَ إِلَيْهِ رُؤَسَاءَ كَهَنَةِ الْيَهُودِ وَكَتَبَتَهُمْ جَمِيعاً، وَاسْتَفْسَرَ مِنْهُمْ أَيْنَ يُوْلَدُ الْمَسِيحُ. 5فَأَجَابُوهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمٍ بِالْيَهُودِيَّةِ، فَقَدْ جَاءَ فِي الْكِتَابِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ: 6وَأَنْتِ يَابَيْتَ لَحْمٍ بِأَرْضِ يَهُوذَا، لَسْتِ صَغِيرَةَ الشَّأْنِ أَبَداً بَيْنَ حُكَّامِ يَهُوذَا، لأَنَّهُ مِنْكِ يَطْلُعُ الْحَاكِمُ الَّذِي يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ! »

7فَاسْتَدْعَى هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرّاً، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَنَ ظُهُورِ النَّجْمِ. 8ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَابْحَثُوا جَيِّداً عَنِ الصَّبِيِّ. وَعِنْدَمَا تَجِدُونَهُ أَخْبِرُونِي، لأَذْهَبَ أَنَا أَيْضاً وَأَسْجُدَ لَهُ». 9فَلَمَّا سَمِعُوا مَا قَالَهُ الْمَلِكُ، مَضَوْا فِي سَبِيلِهِمْ. وَإِذَا النَّجْمُ، الَّذِي سَبَقَ أَنْ رَأَوْهُ فِي الشَّرْقِ، يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَتَوَقَّفَ فَوْقَ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ الصَّبِيُّ فِيهِ. 10فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحاً عَظِيماً جِدّاً؛ 11وَدَخَلُوا الْبَيْتَ فَوَجَدُوا الصَّبِيَّ مَعَ أُمِّهِ مَرْيَمَ. فَجَثَوْا وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَباً وَبَخُوراً وَمُرّاً. 12ثُمَّ أُوْحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَلاَّ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، فَانْصَرَفُوا إِلَى بِلادِهِمْ فِي طَرِيقٍ أُخْرَى.

الهرب إِلى مصر

13وَبَعْدَمَا انْصَرَفَ الْمَجُوسُ، إِذَا مَلاَكٌ مِنَ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ، وَقَالَ لَهُ: «قُمْ وَاهْرُبْ بِالصَّبِيِّ وَأُمِّهِ إِلَى مِصْرَ، وَابْقَ فِيهَا إِلَى أَنْ آمُرَكَ بِالرُّجُوعِ، فَإِنَّ هِيرُودُسَ سَيَبْحَثُ عَنِ الصَّبِيِّ لِيَقْتُلَهُ». 14فَقَامَ يُوسُفُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَهَرَبَ بِالصَّبِيِّ وَأُمِّهِ مُنْطَلِقاً إِلَى مِصْرَ ، 15وَبَقِيَ فِيهَا إِلَى أَنْ مَاتَ هِيرُودُسُ، لِيَتِمَّ مَا قَالَهُ الرَّبُّ بِلِسَانِ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي».

مقتل اولاد بيت لحم

 16وَعِنْدَمَا أَدْرَكَ هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا مِنْهُ، اسْتَوْلَى عَلَيْهِ الْغَضَبُ الشَّدِيدُ، فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَجُوَارِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونَ، بِحَسَبِ زَمَنِ ظُهُورِ النَّجْمِ كَمَا تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17عِنْدَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ إِرْمِيَا الْقَائِلِ: 18«صُرَاخٌ سُمِعَ مِنَ الرَّامَةِ: بُكَاءٌ وَنَحِيبٌ شَدِيدٌ! رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا، وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ قَدْ رَحَلُوا! ».

العودة من مصر إلى الناصرة

19لَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكٌ مِنَ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ، 20وَقَالَ لَهُ: «قُمِ ارْجِعْ بِالصَّبِيِّ وَأُمِّهِ إِلَى أَرْضِ إِسْرَ ائِيلَ، فَقَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَسْعَوْنَ إِلَى قَتْلِهِ!» 21فَقَامَ وَرَجَعَ بِالصَّبِيِّ وَأُمِّهِ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلكِنَّهُ حِينَ سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ خَلَفاً لأَبِيهِ هِيرُودُسَ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوْحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، تَوَجَّهَ إِلَى نَوَاحِي مِنْطَقَةِ الْجَلِيلِ، 23فَوَصَلَ بَلْدَةً تُسَمَّى «النَّاصِرَةَ» وَسَكَنَ فِيهَا، لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِلِسانِ الأَنْبِيَاءِ إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً!

 

 

 

عن Maher

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.