أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار البطريركية / الرابطة الكلدانية: بعد مرور خمس سنوات على انطلاقتها

الرابطة الكلدانية: بعد مرور خمس سنوات على انطلاقتها

الرابطة الكلدانية: بعد مرور خمس سنوات على انطلاقتها

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

  “التصامن والوحدة، تعزيز الحوار من أجل دعم البقاء على أرضنا، وضمان التواصل مع أهلنا في بلدان الشتات”

يسرني أن أتقدم بالتهنئة القلبية إلى رئاسة “الرابطة الكلدانية”، وجميع اعضائها، لمناسبة مرور خمس سنوات على انطلاقتها (3 تموز2015)، متمنيّاًّ لهم الخير والتقدم والازدهار في تحقيق اهدافها النبيلة، ومعرباً لهم عن دعمنا.

لابد أن أعبر عن تقديري لما حققته الرابطة خلال هذه الفترة من عمرها، وخصوصاً في مجال التوعية بالوجدان والهويّة الكلدانيّة، والحضور في الساحة المسيحية والوطنية، بالرغم من المعوقات المختلفة والظروف القاسية التي واجهتها. المعوقات كثيرة، أذكر منها على سبيل المثال، نقص الدعم المالي، النقد غير المسؤول من داخل البيت الكلداني، انخراط اشخاص انتهازيين الى عضويتها لطموحات شخصية وأنانية (يجب غربلتهم)، هجرة النخبة الفاعلة الى بلدان الاغتراب، ظروف تهجير المسيحيين من الموصل وبلدات سهل نينوى، عدم استقرار الوضع السياسي والامني في العراق، وتفشي جائحة كورونا. وبالرغم من كل هذه التحديات ظلت رئاسة الرابطة متماسكة بحكمة ووضوح. لذا أشدد بهذه المناسبة، على أهمية بقاء رئاسة الرابطة في العراق بحماسة وحزم، لغرض التواصل وتعزيز حضورنا على الساحة الوطنية.

في هذه الظروف القاسية، وعلى أثر تبعات جائحة كورونا الفتَّاك، لن يكون العالم مثلما كان، ولن نخرج  منها كما كنا سابقاً. إما نخرج منها افضل، أو أسوأ! لذا من الضروري ان نتحلّى بالشجاعة، لمراجعة  وضع الرابطة وتقييمه وتصويبه، وتغيير التفكير والاسلوب  في سبيل إعداد مرحلة ما بعد أزمة الوباء، لتتمكن من بناء مستقبل أكثر إيجابية  مع المؤسسات الكلدانية الاخرى.

هذا التحول  يتطلب التخلي عن المماحكات والمهاترات التي لا تجدي نفعاً، لانصباب لاهتمام على فعل شيء ملموس بالتعاون مع السريان والاشوريين والارمن والاخرين لدعم من تبقى من المسيحيين على ارض الاباء والاجداد، وتشكيل “خلية أزمة” لمواجهة التحديات المختلفة، والانقسامات المؤلمة، والتصدي لاي ضغوطات تعمل على تهجيرهم،  وافراغ مناطقهم والاستحواذ عليها.

 لنتضامن ونتكاتف ولا نبعثر جهودنا. ولنتخلَ عن الطموحات الشخصية الأنانية والمصالح الفئوية، ولنعزّز الحوار والاصغاء بتواضع وانفتاح وتسامح، من أجل الحفاظ على بقائنا، وتراثنا المشترك وتطويره، والخروج من حلقة “حماة التراث” الالكترونية، وتكرار كتاباتهم المثيرة، والتي تتضمن مغالطات وجهلاً عن التراث والاصالة. فالاصالة ليست الابقاء على القديم كما هو، بل العمل على تطويره  ليتماشى مع الحاضر الراهن، من خلال معرفة اصوله وهدفه.

عملياً: لنحافظ على لغتنا “السورث” في مناطق اربيل وسهل نينوى، وقرى دهوك وزاخو. لندعم التكلم بها وتطويرها (وقد طبعنا ولأول مرة كتاب رتب القداس الجديد بالسورث)، وفتح مراكز ثقافية فيها، وجلب الاستثمارات للمنطقة لتشغيل ابنائها، واتاحة فرص العيش الكريم لهم. من يُحبّ أهله وأرضه الاُم، وتاريخه، ليُسرع في دعمهم معنويّاً وماديّاً.

نحن ككنيسة نبارك هذه الجهود وندعمها، لكننا نوضح بكل صراحة، اننا لن نتفرغ لهذا المشروع، لان تفرغنا هو لرسالتنا في التنشئة الايمانية والروحية والاخلاقية، وليس للنشاط القومي وتعليم اللغة. لا توجد كنيسة اللغة،  بل هناك لغات الكنيسة، وكل كنيسة محلية هي في جوهرها كنيسة جامعة لكل الناس، مهما انتقد المتطرفون المعاندون.

اتمنى ان يعود رؤساء الكنائس في شرقنا، والعراق بشكل خاص الى قضية الوحدة. لدى كنائسنا ما يوحِّدها ويدفعها على المضي معاً لتحقيق هذا الهدف النبيل والوجداني الذي من أجله صلّى يسوع ليكون تلاميذه واحداً (يوحنا 17/ 11). هذه الوحدة ستمكننا ان نقدم  للعالم صورة حقيقية لإيماننا ومحبتنا وانفتاحنا وتضامننا وشهادتنا الانجيلية.

قبل ايام احتفلنا بعيد حلول الروح القدس، ليكن نوره ومواهبه قوة لنا، في سبيل إيجاد حلول صحيحة وحكيمة، للتحديات التي نواجهها، ولمشاكلنا وتبعثرنا.

حفظكم الرب الكريم وحفظ العالم أجمع من وباء كورونا ومن كل شر وسوء.

عن patriarchate

شاهد أيضاً

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم في ضوء الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة 12-18 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.