أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / سيدنا البطريرك مار لويس ساكو بين أنياب الوحوش .

سيدنا البطريرك مار لويس ساكو بين أنياب الوحوش .

سيدنا البطريرك مار لويس ساكو بين أنياب الوحوش .
للكنيسة الكلدانية تاريخ عريق في العراق ، ولها في كل مرحلة من مراحل بناء العراق بصمة ، ولها في اغلب التراب العراقي الوطني بناء وأثر ، سواء كانت أديرة او كنائس او جامعات او معاهد ، ولها ابناء ساهموا في صنع تاريخ العراق الحضاري وفي مجالات عديدة سواء العلوم او الاقتصاد او علم الاجتماع او الأدب او الترجمة وما الى ذلك من مساهمات في بناء الانسان والحضارة . ولو نقرأ حاضر هذه الكنيسة وما تعانيه نراه مطابق الى واقع وحال العراق اليوم ، وهذا يدل انها كنيسة حيه وطنية تتنفس وتتغذى في نفس رحم الأمة العراقية ، فأعطت في كل الحروب الداخلية والخارجيه شهداء وجرحى وأسرى ومفقودين ، وعانت من الإرهاب والتهجير والهجرة ، فكانت تدور في نفس فلك معانات العراقيين . الكنيسة الكلدانية لم تكن يوماً في خندق معين على حساب اخر ، لم تمارس السياسة لا بل كانت داعية دائما الى فصل الدين عن الدولة ، وكانت حاضرة عندما تعلق الأمر بأبناءها وأبلت بلاً حسناً ، لذا ترى الكنيسة الكلدانية على مراحل التاريخ ثابته قوية صامده برغم من عوادي الزمن . وبعد سقوط النظام السابق (09.04.2003) تغير في المشهد العراقي الكثير من القيم والمباديء والملامح فتشوه الموزائيك العراقي ، وأحدث شرخ كبير في المجتمع العراقي ، وأفرزت مرحلة التغيير هذه مشاكل كثيره منها حل الجيش والشرطة والقوى الأمنية فحصل غياب للقانون وحالة من الفوضى وازدادت مع التدخل الإقليمي . وظهرت نتيجة الفوضى تشكيل مليشيات مسلحة تابعة لقوى سياسية ودينية تزامنت مع ظهور نظام المحاصصة الذي أوجدته المعارضة بعد استلامها الحكم . ومن بين هذه المليشيات (ومع شديد الاسف ) ظهرت ما تسمى (بالكتائب المسلحة) حاملة اسم تاريخي لشعبنا ، وبقيادة تدعي المسيحية ( المسيحية الحقيقية تناضل بالكلمة وسلاحها الحق) ، ومنذ ظهور هذه المليشيا (الكتائب) أظهرت العداء للكنيسة الكلدانية وبشخص غبطة ابينا الجليل البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى ، وفي عام 2016 ,ظهر زعيم تلك المليشيا وفي قناة الشرقية يكيل التهم للبطريركية الكلدانية ويتهمها ببيع ممتلكات الكنيسة ، وروج لهذه التهمة بعدما اغلقت امامه كل السبل لتغيير وجهة نظر شعبنا وكنيستنا ، وبالاخص عندما راىء ان حارس تلك الأملاك واقفاً فوق صهوة فرسه شاهراً صليبه مدافعاً عن بيعته كما فعل مار كوركيس الشهيد المنتصر . واليوم يعيدون الكره ثانيةً ولكن ياويلهم وسواد ليلهم ، ألم يقراءوا أن بيعتنا كانت وستبقى عصية على كل قوى الشر وان أبواب الجحيم لن تقوى عليها . وأما الأذناب الذين تم شراءهم ترغيباً او ترهيباً من نفس المليشيا ، ونقصد وزيراً استوزر على اكتاف شعبنا الكلداني من عموم العراق وخاصة شعبنا الكلداني الأبي في البصرة ، فما ان وطاءت قدمة دائرة تلك المليشيا حتى أعلن ( السيد الوزير) رمية المباديء والقيم والأخلاق وارتمى في أحضانهم كالولد العاق، وظهر ذلك جليا من خلال ما ينشره مكتبه او الفعاليات التي يقوم بها مستفزاً شعبه بالتحديد، (ولنا في ذلك ارشيف كبير )، لا بل ذهب اكثر عندما لفق معلومة كاذبه ان زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس للعراق فرقت شعبنا وكنائسنا ( ويحك من اين لك هذه المعلومة؟ ) ، أليست مجرد إفراز لحقد وفشل في حياتكم العملية والنفسية . واما السادة النواب في البرلمان(الكوتا المسيحية) فحدث ولا حرج صمت القبور ، وحتى النائب الذي ولد في رحم الامه الكلدانية !!!!! لم ينبس ببنت شفه. ان الزوبعة الاخيرة التي احدثتها احدى الفضائيات العراقية بترويج تهمة (الاحتيال) ببيع املاك الكنيسة في البصرة من جديد ( تحمل انفاس تلك المليشيا) ، كانت سلبيه بكل معانيها وإشاراتها ونواياها ، ولكن أفرزت الكثير من النتائج الإيجابية واولها واهمها صدق ونزاهة وقوة كنيستنا الكلدانية وعلى رأسها الكاردينال البطل الصامد على الحق مار لويس ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم ، وثانيها الوقفه الجماهيرية فالكم الكبير من الاتصالات الشخصية والمنشورات والإصدارات التي نشرت في كل وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي عبرت عن تضامنها ومساندتها للصرح البطريركي وشخص البطريرك مار لويس ساكو وأعطت شهادة صادقة بان كنيستنا أسمى من ان ينالها الأقزام الأذناب الطارئين ، ناهيك عن البيان الكبير الذي وقعته المؤسسات والأحزاب والجمعيات والفعاليات الكلدانية في العراق والعالم تضامنا مع الصرح البطريركي واستنكاراً للعمل الرخيص الدنيء الذي حاولوا إلصاقه بكنيستنا الطاهره . أخيراً نقول لغبطة البطريرك مار لويس ساكو السامي الاحترام ، لقد أبهرت العالم بصمودك لانك صادق ، بتحديك لانك قوي ، وبصبرك لانك مؤمن . سيدنا نحن فخورون بك ونشكر الرب انك موجود بيننا في هذا الزمن الصعب ، وشاهدنا كيف كسرت انياب الوحوش التي ارادت ان تخدش كنيسة مار مار توما الرسول ، كنيسة الرب يسوع المشترات بدمه الزكي الطاهر ، كنيسة الكلدان الصامده المقدسة .
سلام مرقس/ باريس

عن Maher

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.