أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / دندنة فوق المذبح – الحلقة الثانية –

دندنة فوق المذبح – الحلقة الثانية –

“تكلَّم يا رب لأن عبدك سامع”
(صموئيل الأول10:3)

أيقضَني صوت الرب مؤنِّباً: أعلمني مار بولس أن كنيستي مُضطَهَدة من قِبَل أُناس “يأتونكم بلِباس الحِملان ومن داخلهم ذئابٌ خاطفة.” (متى 15:7)

كيف يسوغ أثناء الصلاة ومراسيم الأسرار المقدسة أن يقتحم بعض المتنفِّذين شبه إرهابيين يتطاولون أحياناً على الراعي ويتراشقون بعضهم بعضاً في هيكل الرب بكلمات نابية ومسبّات سُوقية. أحياناً بسبب خصام بينهم دنيوي أي إقتصادي أو إجتماعي أو سياسي إلخ… أي لا علاقة بالإدارة الكنسية بذيّاك الخصام. وعندما يبذل الكاهن قُصارى جهده لوضع السلام بين العائلتين، يرفضون.

فمنهم يشرطون على الكاهن بمنع فلان عن الحضور للكنيسة أو عن خدمة المذبح إلخ… وإلّا فَهُم يُقاطعون الرعيّة كأن الكاهن هو راعٍ لهم فقط وليس للكل.

ومنهم من يؤَيِّد الكاهن في فصل العائلة عن بعضها حيث يمنع الأب والأم والأولاد أن يصلّوا سويّة ناقضين تعاليمي الإلهية إذ قلت: “فالذي جمعه الـله لا يفرِّقه إنسان” (متى6:19) ومنهم من يناوئ في طرد نساء أو فتيات من الكنيسة ربّما لأن لباسهن ليس 100% مُحتَشَماً. ناسين أن في ذلك خطيئة الدينونة وخطيئة أعظم في منعهنّ من الصلاة. فالأولى بأرباب التربية المسيحية أن يعلِّموا ويرشدوا بمحبة وإحترام داعين الأهل خاصّة والنساء عامّة للسير حسب تعاليم الكنيسة التربويّة والإلتزام في هيكل الرب بالحِشمة والوقار. كيف تقول لأخيك دعني أخرج القَذى من عينك وها هي الخَشَبَة في عينكَ أنت…” (متى 4:7) لأنه ربّما تلك المرأة بارّة أمام الـله وأنت بثوبك المُحتَشَم مُرائياً!…

أما إذا كانت النيّة للإصلاح فلتكُن على إنفراد لأن التخجيل لا يليق بأبناء الـله.

وفي هذا السياق تذكرت عروسة أعتز بها مدى الأيام لأنها إتَّصَلَت بي هاتفياً قبل الزواج قائلة: إبتِ، هل لديكَ تحفُّظات على زي العروس؟ فأجبتها أنتِ مؤمنة ومُقبِلة على سرٍّ مُقدَّس في بيت الـله فإلبسي ما ترينه لائِقاً لأني في أجمل يوم من حياتك أريد أن تكوني أسعد عروس في الدنيا ولا أنظر سوى إلى وجهك الصَبوح وإلى إصغائك لكلام الـله إذ يرسل إليك الروح القدس ليوحِّدك مع العرّيس الفاضل هيكلاً مُبارَكاً.

وكما في صموئيل الأول أعلاه دعاني الرب ثانية فقلتُ له “هآنذا تكلم يا رب فإن عبدك يسمع” فقال:

لمست في بعض المراسيم أن رنّة النقود يفضلها البعض على تمجيد الـله بعذوبة الموسيقى والألحان. شتّان ما بين ما يشهد لكم تاريخ الكتاب المقدس في هذا الصدد وما بين أهوائكم المادية. فإن الملك داود (1010-970 ق.م.) كان يزمِّر في هيكل الرب على نقرات العود. إسمعوا صموئيل الأول (23:16):
“وكان إذا إعترى شاؤول الروح الشرير من عند الـله يأخذ داود العود ويضرب به، فيستريح شاؤول وينتعش وينصرف الشرير عنه.”

ومن يستطيع أن ينسى قيثارة الروح القدس مار أفرام (306-375م) حين كان يعزف القيثارة في المراسيم الكنسية مع أول فرقة تراتيل العذارى في نصيبين والرها ولا زالت حتى اليوم فرق التراتيل في العالم تعزف ألحانه الطقسية الخالدة. وإستطاع بهذا أن يجذب الشبيبة من الضياع في الحفلات الوثنية المائعة للحضور في الكنيسة والإستمتاع بالأنغام السماوية الرائعة.

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.