أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / كيف نختبر القيامة في حياتنا؟

كيف نختبر القيامة في حياتنا؟

تأمّل في إنجيل عيد القيامة

لاقوة تهزم الموت وتُعطي حياةً جديدة ,إلا قوّة الحبّ. عندما يتغلغل الحبّ إلى أعماق الإنسان , يحرّره من كلّ القيود والظلمات والعبوديات , ويجعله سيداً حرّاً قويّاً , ابناً لله.
عندما يلمس حبّ يسوع قلب الإنسان , يغيّره , يجذبه إلى طرق الاهتداء والعشق الإلهي , والفرح الانجيلي المُبشّر بحياة القائم من الموت. لقد كانت مريم المجدليّة إمرأةً أسيرةً في سجون الافتتان الجسدي والمتعة الغرائزيّة وظلمة الخطيئة , فتحوّلت بفعل نور الحبّ الإلهي إلى حريّة أبناء الله. إنّ الحبّ العميق العفيف المحرّر , الذي انطلق من قلب يسوع , واخترق قلب المجدليّة العاطفيّة , حوّلها إلى إمرأةً شغوفةً بالحبيب المخلّص . لقد تحوّلت إلى تلميذة , تتبع خطى يسوع , سائرة معه نحو الصليب , فعايشت ألمه وموته , ولكنّها لم تستسلم للموت , بل بقيت تنشد حبيبها , واثقة من انتصاره على الموت. كانت تبكي بكاءاً إنسانيّاً صادقاً , وإذا بها تختبر لقاءاً مفاجئاً مدهشاً , فيه يقول يسوع القائم من الموت :”لماذا تبكين , أيتها المرأة , وعمن تبحثين ؟”, فظنته البستاني , ولكنّ مناداته لمريم بأسمها,أخرجتها من حزنها وبحثها وألمها.
إنّ صوت يسوع , يدعونا جميعاً لنختبر قيامته في حياتنا بقوّة الحبّ الفصحي , ولكن لابد لنا من اختبارٍ مشابه لاختبار المجدليّة , فيه يكون حبّنا ليسوع دافعاً للسير نحو قبره ولقائه حيّاً ممجداً , فلانتوقف عن البحث حتى نجده شخصيّاً .فلا نبقى عند علامات الحجرالمدحرج عن القبر واللفائف الممدودة والمنديل , رغم أهميتها , بل نترك لصوت الله أن يدخل إلى اعماق قلوبنا , فيقودنا إلى معلّمنا وربّنا.. لاشك أننا نحتاج إلى علامات تضيء طريقنا لاكتشاف قيامة يسوع , فتعطينا رجاءاً بقيامتنا , ولكن الله لايتركنا , بل يرسل من سمائه استنارة ملائكيّة, تخرجنا من جمودنا وتقوقعنا الأرضي , وتقودنا إلى شخص القائم الممجد وملكوته الأبدي.
إنّ المجدليّة مريم هي نموذج للإنسان الذي لايتوقف عند حدود الحزن والبكاء , والخوف والانغلاق , بل يمضي إلى لقاء القائم من الموت , فيختبر فجراً خلاصيّاً , يشع سلاماً وفرحاً وانفتاحاً وشجاعةً. وهكذا, فاختبار القيامة, يعني أن يقودنا الحبّ إلى الاتحاد بفصح المسيح , فنعبر من حالة الرضوخ للهموم والمشاكل والصعوبات إلى حالة الخلاص والتمجيد والشكر لله وإعلان بشارة الانتصار على الموت بالقيامة. وهكذا ليست القيامة إعلاناً عقائديّاً أو احتفالاً طقسيّاً أوشعاراً كلاميّاً , بل هي اختباراً حياتيّاً يوميّاً لحضور الربّ في قلب موتنا الروحي والنفسي والاجتماعي والكنسي , فتكون الغلبة لحياةٍ , تأتينا من حياة القائم من الموت.

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.