أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / العالم مقلوب رأسًا على عقب ونحن نصلحه

العالم مقلوب رأسًا على عقب ونحن نصلحه

“أعتقد أن العالم اليوم أصبح مقلوباً رأسا على عقب… وهو يعاني الكثير.. لأن هناك القليل من الحب.. في الأسرة وفي الحياة العائلية.. ليس لدينا وقت للآخرين ولا حتى لأبنائنا ولا وقتاً أيضاً لنتمتع بحياتنا” (الطوباوية الأم تاريزا كلكوتا).

العالم مقلوب رأسا على عقب. هذا ليس شيء جديد، منذ الخلق والخطيئة الأصلية إلى اليوم إنقلب فكر وقلب الإنسان عن الحقّ لانه انفصل عن الله. وبدأ يستعمل النسبية، فيقرر ما هو الحق وما هو الباطل وما هو الخير وما هو الشرّ بعيداً عن والحقّ والعدالة الأصلية.

جاء يسوع ليصلح العالم فقتلوه على الصليب، لكن بموته وقيامته وصعوده إلى السماء اصلح حياتنا المقلوبة واعطاها الروح الأبدية من خلال الكنيسة جسد يسوع المسيح السرّي.

مهندسي اللغة ومصطلحات حضارة الموت مازالوا كل يوم وبروح الشرّ يقلبون الحقّ رأساً على عقب، بدأً بإعادة تحديد بداية الحياة بتجريد الطفل في الرحم من إنسانيته، باعتباره مواد حمل لتبرير استعمال حبوب الإجهاض ووصفها بانها حبوب منع الحمل أولاً. وان الجنين بلا روح ولا تستحق العيش،لتبرير قتله بالإجهاض الجراحي ثانياً.

ثم انتقلوا بفصل كلمة قتل عن الإجهاض وبإضافة كلمات أخرى إليها مثل حقّ الاختيار لتغليفها وبيعها للناس من جديد! لكن السؤال المطروح هنا اختيار ماذا؟

الزواج هو بين رجل واحد وإمرأة واحدة، وهذا ليس من اختراع لا الكنيسة ولا البشر، خلق الله الإنسان على صورته ومثاله… ذكراً وانثا خلقهما. (سفر التكوين ) العائلة اسسها الله وهي اساس المجتمع والوطن.

لكن اليوم هنالك حملة عالمية لاعادة تحديد الزواج بما يسمّى الزواج من نفس الجنس. لتخريب الأسرة واخلاق المجتمع والوطن.

البعض قلبوا مهنة الطبّ رأساً على عقب، بدل من ان ينظروا إلى الإنسان بانه على صورة الله ومثاله لخدمة وحماية والرعاية الطبّية لحياة البشر، بل يتصرفون مع الناس كانهم غنم توضع للذبح والإستغلال بالإجهاض إلى ما يسمى القتل الرحيم.

للأسف هنالك أيضاً تجارة جديدة بالبشر بنقل وحصد اعضاءهم الحيوية مثل القلب، والرئة وغيرها، مهندسي مصطلحات علوم أخلاقيات الأحياء، قلبوا حقيقة الموت بقولهم بان الإنسان لا يموت فعلاً عندما يموت، بكذبة الموت الدماغي وتوقف القلب. اي ان الإنسان يموت عند توقف احد هذه الأعضاء!، لكي يبرروا حصد ونقل وزرع هذه الأعضاء الحيوية من إنسان إلى أخر.

أكد لي الدكتور جان شياي من مدينة تورنتو كندا، انه لا تقدر ان تنقل عضو حي من شخص إلى آخر إلا واذا كان الأول مازال على قيد الحياة وعندما يموت الإنسان لا تقدر ان تنقل اي عضو حي، إلا القليل مثل العظام والجلد وبعض الخلايا.

القديسين لم يخترعوا شيء جديد من عندهم بل كانوا يذكرون الكنيسة عن الحقّ. وفي دفاعنا عن قدسية الحياة والتبشير بانجيل الحياة، لا نفعله مرة واحدة في السنة او فترة من الزمن، بل هو عمل مستمر، مثلما نصلي كل يوم ونذهب للقداس كل اسبوع، هكذا يجب علينا ان نصلح افكار الناس كل يوم عن احترام قدسية الحياة، والحقّ بالحياة، حتى ولو كررنا نفس الكلام والمصطلحات.

صحيح ان العالم مقلوب رأسا على عقب، لكن عمل التبشير هو لأصلاح حياة كل إنسان لتحضير إنتظار عودة يسوع الثانية، ونحن المسيحيين بهذا الرجاء والمحبة والرحمة نتكلم بالدفاع عن الحياة والعائلة في العالم.

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.