أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / أنا القيامة والحياة

أنا القيامة والحياة

المسيح قام، ونحن شهود على ذلك

متى: 14:16 و 54:27 و 1:28
مرقس: 1:16 و 36:24 و 12:16
لوقا: 15:20 و 1:24-12 و 6:24 و 15:24 و 36:24
يوحنا: 2:20 و 1:20-10 و 14:20 و 19:20 و 26:20

أنا القيامة والحق والحياة: مات المسيح حقاً (الكتاب المقدس يؤمن بذلك…) ولكن أيضاً تؤمن بأنه قام حقاً ولن يموت ثانية: أنه أقام لعازر أخ مريم ومرتا… إلا أنه جاءت ساعته ومات ثانية وإبن الأرملة الذي كان ميّتاً محمولاً ليذهبوا به إلى الدفن أحياه وعاش ثانية واخيرا مات. أما يسوع بعد قيامته لم ولن يموت ثانية ولا يتسلط عليه الموت من بعد، فالقيامة هي: أن يموت الإنسان لنفسه ويقوم لغيره، هذا هو الموت الحقيقي وهذه هي القيامة الحقيقية، وذلك اذ أكون قد عشت اختبار قيامته فيّ. فهل الذي أقام الموتى يعسر عليه ان يجعل ان لا يموت، وإن مات، فهل يصعب عليه ان يقوم! هنا نعاتب بيلاطس، لأنه ان كان المسيح قد مات ودفن وخُتِم حجر القبر فلماذا الحراس يا بيلاطس؟!

فنحن يجب علينا أن نقيس موتنا وقيامتنا على هذا النموذج بإمتياز. فالمسيح بعد الصلب والموت والقيامة، يحيا في الكنيسة. والكنيسة على مِثال المسيح لا تحيا ولا تموت بل هي قائمة دوماً من الموت: أين شوكتك يا موت؟ وأين غَلَبَتُكِ يا جحيم؟

فقيمة الإنسان تكبر وتصغر بموجب تضحيته، فإذا أردنا أن نقوم مثل ما قام المسيح وأن نشاركه بقيامته، علينا أن نشترك بآلامه أيضاً، فنقوم حينذاك على مثاله ولا نعود نموت ثانية: لأن الـله لم يخلق الإنسان للموت، بل للحياة الممجدة في الملكوت فنحن سائرون كما في حجٍ هنا على الأرض. فلنستعد للعودة ونحن فائزون في هذه المسيرة القصيرة.

كلٌّ منّا له يوم موته وهي جمعة آلامه، وعليه أن يجعل منها قيامةً لغيره – إن الـله لا يرضى بموت من يموت كما في حزقيال 18 بل يقول إرجعوا إليّ فتحيوا. وهو القائل: أنا القيامة والحياة، ألم يقل “إهدموا هذا الهيكل وانا أقيمه في اليوم الثالث”. من آمن بي وإن مات فسيحيا. فالكنيسة تؤمن بقيامة الرب يسوع، لذلك تردد في قانون الإيمان: وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب. ونحن الذين اصطبغنا بموته نكون كذلك بقيامته.

فالمسيح مات وقام وآلامه لا تنتهي لقد طالما هناك على الأرض أُناس خطأة، ومتألمون، وحزانى في الكنيسة (أي جسده السري) الذي هو نحن. إذ يقول مار بولس الرسول: أكمّل في جسدي ما ينقص من آلام المسيح. فقد أحبنا إلى النهاية ومحبته لنا أقوى من الموت وتفوق كل قوة… قلنا أن المحبة أقوى من الموت، لأن القبر لم يكن بإمكانه إحتجاز المسيح لأن محبته المتوقدة للبشر جعلته أن يقوم ويؤسس كنيسته على الأرض ويبقى معنا قائلاً: ها أنا ذا معكم كل الأيام إلى منتهى الدهر. فقد جاء في مزمور 132: هذه هي دياري الى الأبد، فيها أقيم لأني اشتهيتها. (ان من يُخفي الحقيقة يشترك في الجريمة).

الخوراسقف بولس خمي
7 نيسان 2012

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.