أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / أيام الشبيبة العالمي – معاني ودلالات

أيام الشبيبة العالمي – معاني ودلالات

الايمان الواحد
يجتمع الشباب القادمين من مختلف انحاء العالم وهم يحملون الايمان الواحد، مركزه المسيح وحياته الكنيسة الجامعة. الاختلاف والتنوع طريق لعيش وحدة أكبر وأعمق. الفوارق الشخصية ليست إلا طريق لاكتشاف وحدة انسانية وايمانية تربط المسيحيين وتجعلهم يحتفلون معاً. يختبر المشاركون بان الايمان ليس أمراً فردانياً، بل يولد في الجماعة وينمو في الجماعة ويُعاش بصورة شخصية. الايمان ليس مسالة خاصة. أن نؤمن يعني أن نلتقي حول اقتناع مشترك، وإيمان الآخرين يحملني، كما تُشعل نار إيماني الآخرين وتقويهم: “حيث ما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي كنت هناك في بينهم” (متى 18/ 20). يعيش المشتركون الايمان الواحد في ثلاثة محاور أساسية:
1. الصلاة: الصلاة هي المدخل الكبير الى الايمان. كانت حياة يسوع بكاملها صلاة واحدة. إن التلاميذ الذين عاشوا كجماعة مع يسوع، تعلموا الصلاة من خلال اصغائهم إليه، ومن خلال التشبّه به، هو الذي كانت حياته كلها صلاة. يختبر المشاركون في لقاءات الشبيبة العالمية هذا الاتحاد بالرب يسوع والأخ الاكبر لهم من خلال صلاة شخصية وجماعية متيقنين أنهم سيصلون عن حق الى قلب الآب. تعلمنا الكنيسة بان الصلاة المسيحية ليست أمراً فرديا، رغم كونها شخصية للغاية. فالصلاة الشخصية تتنقى، وتتسع وتتقوى، عندما تنسكب بانتظام في صلاة الكنيسة جمعاء. وهي علامة عظيمة وجميلة أن يتحد الشباب من كل أنحاء الارض في الوقت عينه وبالصلوات عينها، ليرفعوا تسبيحاً مشتركا لله.
2. كلمة الله: الكتاب المقدس ينبوع للصلاة. يقول القديس ايريناوس بان “الصلاة بواسطة كلام الله تعني استتثمار كلمات الكتاب المقدس واحداثه وشخوصه للصلاة الذاتية والجماعية”. يختبر المشتركون في أيام الشبيبة العالمية هذه الحقيقة عن قرب. حيث يتلون نصوص كلمة الله ويتأملون في معانيها ويتحدون مع ملايين الشباب والمصلين من كل الحضارات والثقافات المختلفة حول مائدة كلمة الله. لغات مختلفة ولكن ينبوع واحد هو الذي يجمعنا.
3. الافخارستيا: الافخارستيا هي علامة محبة الرب للبشر أجميعن. يختبر المشتركون بايام الشبيبة بقرب الرب منهم عندما يمنحهم جسده ودمه اللذان يعتبران التعبير الاسمى لمحبته لنا. الطقوس والليتورجيات المختلفة لها اساس واحد وهو الفعل الذي به يقدم الرب ذاته للانسان.
4. الاحتفال بالايمان الواحد في الكنيسة الجامعة: الكنيسة المحلية مدعوة الى الاشتراك مع الكنائس من كل حدب وصوب، لتحتفل بالايمان الواحد. إلتفاف الكنيسة حول راعيها ورعاتها تظهر قوة الشهادة ودوي الصوت الذي يجب ان يعلن الانجيل. اختلاف الطقوس والعادات والتقاليد والليتورجيات ليس إلا فرصة لاكتشاف الوحدة العميق التي تربط ايمان كلّ الكناس وكلّ المسيحيين في كل انحاء العالم.

قيم انسانية
ان أيام الشبيبة العالمية فرصة لاكتشاف واختبار قيم انسانية عميقة يمكن ان توطد الاخوة الانسانية العامة وتعمّق العلاقة بين أعضاء الاسرة البشرية الواحدة.
1. الصداقة: يعيش أعضاء المجموعة الواحدة حالة من الصداقة والاخوة التي تفوق كل قرابة دموية واساسه العمل بمشيئة الرب وعيش وصاياه: “من يعمل مشيئة أبي هو أخي وأختي..” (متى 12/ 50). المسيحي مدعو ليعيش انتماء الى الآخر القريب، انتماءاً لا ينطلق من مجرد المعرفة والقربى الدموية، بل انطلاقاً من لقاءا انساني عميق وأصيل يقوده الى احترام الآخر والتضامن معه والوقوف بفرح ومحبة الى جانبه.
2. الاقتسام والمشاركة: يختبر الشبيبة في أيام الشبيبة العالمية أوقاتاً من الفرح الغامر الذي يأتيهم من خبرة المشاركة مع الآخرين بكل شيء: الحاجات المادية والروحية، المكان والزمان، المعرفة والعلاقة …الخ. حيث يعيش المشتركون خبرة الخروج من الذات والانطلاق نحو الآخر والاهتمام به واقتسام فرح الحياة وبهجتها معه. يشترك المجتمعون بالمكان ويستغلون الاوقات بصورة مشتركة ويعملون بروح الفريق الواحد.
3. الفرح: يقول الرسول بولس: “أفرحوا في الرب كلّ حين” (فيلبي 3/1). المؤمن مدعو الى الفرح مع الاخوة ومع الرب الذي دعاه. الفرح علامة حضور الروح القدس وأحد ثماره (غلاطية 5/ 22). يختبر المشاركون الفرح من خلال الترنيم والتهليل للرب والاحتفال مع الاخوة بحضور المسيح فيهم. فرح يشمل الروح والجسد حيث يستعمل المشاركون الترنيم والحركات الموحدة لكي ما يعبروا عن محبتهم وفرحهم الايماني العميق.
4. ثقافات مختلفة: تعلمنا الكنيسة بان الايمان المسيحي حافز وعون كبير لاتكشاف كامل المعنى في النشاطات البشرية التي تحتل بها الثقافة الانسانية محلها الرفيع في دعوة الانسان الكاملة (الكنيسة في عالم اليوم، رقم 57). تأتي أيام الشبيبة العالمية لتكون فرصة لتنشئة المسيحيين في ثقافات الغير واكتشاف الغنى والقيم الموجودة في كلّ منها. يلتقي الشباب باقرانهم من الشعوب الاخرى ويتعرفون على ثقافتهم وبلادهم وعاداتهم ويكتشفون القيمي والاصيل فيها ويتبنونها لتكون جسرا لبناء إنسانية شاملة وعيش أخوة أكبر وأقوى في المسيح الرب.
5. الابداع البشري: الايمان واحد ولكن وس

ائل تناقله متعددة ومختلفة. يتعرف الشباب على الطرق والسوائل التي نقل بها البشر الايمان في مختلف الحضارات والثقافات. يقفون بتقدير واحترام عند كل ما هو قديم وتقليدي ولكنهم يسعون لاكتشاف الجديد وتعلم المزيد من أجل خدمة البشارة والرسالة المسيحية.

مظاهر احتفالية
1. الصيحات والاهازيج: تعبر عن قلب مؤمن وفم مرنم يعلن تعلقاً برأسها المسيح وبالكنيسة ورعاتها.
2. الغناء: الغناء الهادف والكلمات ذات الدلالة والمعنى الاصيل تقود الشباب نحو اكتشاف ما هو قيم وانساني اصيل في بقية الثقافات وتلفهم في وحدة وانسجام مع المختلف.
3. المواد والاضواء: المادة ليست سلبية وانما بفعل تجسد الكلمة الالهي صارت مكانا يتجلى فيه الالهي. فكل المواد المستخدمة والاضواء والمؤثرات السمعبصرية تريد ان تقودنا الى حقيقة وهي ان الانسان مع كل الخليقة مدعو الى تمجيد الله وتعظيم محبته لنا.
4. اللغات: الايمان الواحد الذي يُعبر عنه بلغات مختلفة. انها العنصرة الجديدة التي تعيشها الكنيسة بقيادة الروح القدس الذي يحقق هذه الامنية العميقة في الكنيسة السائرة في طرقات هذا العالم.


عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.