أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / ماذا يعني ان يكون المرء كاهنًا!

ماذا يعني ان يكون المرء كاهنًا!

اتوجه اساسًا الى بعض الكهنة والرهبان الذين تركوا بلدهم وابرشياتهم وديرهم من اجل مكان أكثر أمنًا وراحةً وتسهيلات!

ادعوهم وادعو جميع الكهنة الى قراءة معمقة ومتأنيّة لكتاب التعليم المسيحي الكاثوليكي (الارقام 1536-1600) والتي تشرح بإسهاب العقيدة الكاثوليكية حول سرّ الكهنوت. هذه النصوص واضحة لا لبس فيها ولها صفة السلطة الرسمية اذ قدمّها البابا القديس يوحنا بولس الثاني. النص مشبع باستشهادات من الكتاب المقدس وتعليم اباء الكنيسة الاوائل والتقليد الكنيسة الرسمي.

الكهنوت الذي اشير اليه هو الكهنوت الخدمي (اي من تفوضه الكنيسة رسميا ومن خلال الرسامة – وضع اليّد) والذي يختلف عن الكهنوت العام المشترك لكل اعضاء شعب الله.

هذا الكهنوت اندماج (توشح) في المسيح الكاهن الاعظم والراعي الصالح الذي اتى ليَخدم لا ليُخدم.

اخي الكاهن،

انت كاهن الى الابد على صورة المسيح، عليه تقيس قامتك وليس على البطريرك المتشدد والاسقف المتساهل!!

قال لي أحد الاساقفة انه طلب من أحد كهنته العاملين في الخارج ان يعود الى قريته، فكان رد الكاهن: انا هنا مرتاح وقد كيّفت نفسي ولا أقدر ان اعود الى القرية واعمل فيها!!!

اخي الكاهن

فكرّ جيدا بدعوتك ورسالتك وخدمتك ومعنى حياتك. غير مقبول ان تبحث عن مكان آمن ومريح، فيه مكاسب واخوتك المؤمنون يعيشون حالة من الخوف والضيق والاضطهاد؟ كما لا يمكن ان يفتح كل كاهن دكانا على حسابه. هذا روح العالم الذي يشير اليه الانجيلي يوحنا.

من المؤكد ان العهد الجديد ليس نصًّا قانونيًّا ولا عرضًا لاهوتيًّا مفصلاّ عن الكهنوت، انما هو كرازة حيّة Kerygma تأخذ مجمل حياتك. الكاهن بتكريسه يقدم ذاته قربانا لله ويخليها Kenosis ليمتلئ من المسيح. فهو بالتالي ملك له، لا لذاته او عائلته او اصدقائه.

تذكروا قول المسيح ” اترك كل شيء واتبعني” و ” اكون لك نصيبًا”! يبدو هذا الكلام قاسيًّا، لكنه حق وواجب.

روحانية الكاهن

روحانية الكاهن مؤسسة على المسيح الانموذج. فعليه الا يبحث عن مكان مريح وآمن وفيه تسهيلات. عليه الا يبحث عن السلطة والامتيازات والترقية ولا عن مكاسب مادية او اجتماعيّة. عليه ان يحمل صليبه بفرح وثقة وعزم.

الكاهن خادم: يخدم المؤمنين وهو راكع على ركبتيه كما يكرر البابا فرنسيس والانجيل:” مَن أَرادَ أَن يَكونَ كَبيراً فيكم، فَلْيَكُنْ لَكُم خادِماً. 44ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكم، فَلْيَكُنْ لأَجمَعِكم عَبْداً. 45لأَنَّ ابنَ الإِنسانِ لم يَأتِ لِيُخدَم، بل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفْسِه جَماعةَ النَّاس” ( مرقس 10: 43-45

انه خادم بالدرجة الاولى وليس شيخا ولا اميرا ولا موظفا من درجة رفيعة، فلا داع لينفخ روحه ويكبر حجمه ويغدو شخصا مغرورا يتكلم عن نفسه وانجازاته ” انا وانا: انانيوثا” التي تقتل كل علاقة!

ان يكون متواضعًا يعمل بروح المسؤولية والقيادة. والتواضع لا يعني مسح مواهبنا واقتداراتنا، بل ان نستثمرها من اجل الكنيسة والجماعة ويكون شعورنا بانها نعم من الله نحمده عليها؟

ان يكون مطيعًا للكنيسة أي لرؤسائه كما المسيح اطاع اباه حتى الموت: “هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان فَوضَعَ نَفْسَه وأَطاعَ حَتَّى المَوت مَوتِ الصَّليب. ” ( فيليبي 2: 6-8).

ان يكون زاهدا. على الكاهن ان يعيش في شيء من الفقر والزهد ولا يبحث عن البحبوحة والترف حتى يغدو قريبًا من الكل ومستعدا لخدمة الكل” وإِنِّي بِحُسنِ الرِّضا أَبذُلُ المال، بل أَبذُلُ نَفْسي عن نُفوسِكُم” ( 2 قورنثية 12/15). المهم ان يعتمر قلبه بالمحبة.

الكاهن ينبغي ان يحس بأهمية المقدسات باحترام بليغ : الاماكن، الطقوس والرموز .. انه رجل صلاة…

مرجعية الكاهن والراهب: الانتماء الى المسيح والاقتداء به، والعمل في الكنيسة او الدير بمحبة وتجرد وسخاء وفرح، والصلاة والقراءة اليوميّة التأملية للكتاب المقدس لاكتشاف بلاغاته في بعدها الشخصي الملزم.

لويس روفائيل ساكو

روما 8 / 10 /2014

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك ايها الراعي الصالح يا من تبحث عن خرافك الضالة

    وعلى الكاهن ان يكون كالجندي المجهول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.