أخبار عاجلة
الرئيسية / اخر الاخبار / للتاريخ: وضع المسيحيين العراقيين وتحركات غبطة البطريرك ساكو

للتاريخ: وضع المسيحيين العراقيين وتحركات غبطة البطريرك ساكو

اعلام البطريركية

منذ أن انفتحت البطريركيّة الكلدانيّة على التعامل الاعلاميّ بنحو يواكب مسيرة الكنيسة الجامعة والعراق والمنطقة، لم نعد نتفاجأ، بما يطفو على السطح من انطباعات وآراء تحسب كلٌّ منها انها ستجرّ البطريركية باتجاهها، مع ذلك بقينا نسعى للخروج بين الفينة والأخرى، بخلاصة عامّة نطرحها للإحاطة بالعلم وليس بتأثير تعليق هنا وهناك. واليوم لا بد أن نبين جملة معطيّات:

1- من المعروف ان الوضع العام في العراق والمنطقة معقّد جدّاً لأسباب عديدة منها داخليّة وخارجيّة، انعكست سلبًا على المسيحيين والاقليّات، فغدوا كبش فداء لصراعات الكبار، وان من بقوا في الداخل يحملون ثقل النهار وحرّه.

2- اننا سنمضي قدر الامكان في التأكيد على الثوابت التي نادينا بها في شتى المحافل، والمطالبة بحماية المسيحيين والاقليات الاخرى وصيانة حقوقهم على ارض الواقع. قد لا يعرف الجالسون وراء المنتديات الحاسوبية، اننا هنا على ارض الوطن، نتلقى أصداء عقلية دينية متشددة عند البعض، نجدها احيانا في وسائل الاعلام او على المنابر، نتعامل معها بحكمة، وننقلها الى المسؤولين لاتخاذ اجراءات ملائمة، ومن ثم فلقاءاتنا بهم، ليست للمجاملة بل تحمل هاجس الجميع.

3- من المؤسف ان السياسيين المسيحيين غير متحدين لأسباب سياسية وقومية (التسميّة) وكنسيّة، ولكن يبقى طموحنا أن نجد لديهم خطّة واضحة!
أن البطريرك ساكو قد التقى بالسياسيين المسيحيين قبل بضعة اشهر وبحضور البطريركين مار افرام كريم ومار يوسف يونان. والبطاركة الثلاثة دعوا الى توحيد الصفوف والمواقف وتشكيل فريق مقتدر للدراسة والتحليل والمتابعة؟ وهذه دعوة لكتابنا النزهاء بدعم هذا النداء المصيري.

4- ان الزيارة الاخيرة لدولة رئيس الوزراء تمت بعد لقاء اللجنة الاسقفية المسكونيّة للإغاثة صباح الاثنين 6 نيسان، وهي التي طلبت من غبطته القيام بها. ثم ان للبطريركيّة الحق بزيارة خاصّة مثلما يحق للكنائس الاخرى القيام بزيارات شخصية.

وبخصوص مجلس الامن، الدعوة وجّهت الى البطريرك ساكو شخصيًّا من دون ان يطلبها، ورافقه فيها اسقفان من كنيسته كبروتوكول، ولم يكن لهما حق المداخلة، وللمعلقين ان يتساءلوا لماذا لم تتم دعوة رجال دين اخرين وسياسيين مسيحيين من دون الصاق اللؤم بالبطريرك!

5- الاحداث المتسارعة لم تتح للبطريرك والسينودس إلا ما توفر من برمجة وتخطيط. وان عامل المفاجأة في تلك الأحداث كان بمثابة صليب مضاف على كاهل البطريرك والاساقفة في العراق خصوصًا بتعريف المأساة وتنظيم الاغاثة العاجلة للعائلات المهجرة، ولولا الكنيسة، والكنيسة الكلدانية تحديدا – ونقولها بتجرد- لحدث المزيد من المكروه.

6- ان اهتمام الغرب بالأقليات لا يتعدى العواطف والخطابات وبعض المساعدات الانسانيّة، لذلك لا نزال نؤمن بقدرة الحكومتين الموقرتين: المركزية واقليم كوردستان على عمل شيء من اجل حماية الاقليات واشراكها في العملية السياسية والوطنية خصوصا وان من بينهم من له اقتدار ومهارة.

في الختام من يبني البيت هم اهل البيت. الاخرون يمكنهم المساعدة، لكنهم لن يحلوا محل اهل البيت. ونبقى شعب الرجاء يتطلع الى روح جديد وثقافة جديدة ولتعلم العبر من الماضي، والخروج من أطرنا الضيقة وعقليتنا ومفاهيمنا القديمة وانقساماتنا لأن امامنا تحدٍ مصيري: نكون أو لا نكون!

عن Yousif

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب فاتيكان نيوز :   في …

3 تعليقات

  1. سلام المحبة

    إيضاحات جوهرية ولا بدّ منها . من ينظر إلى الغابة من ثقب ضيق لا يرى حجم الخطورة المكتنزة داخلها , فالجالس في المهجر لا يعي حجم المصاعب التي تواجه الأقليات المعذبة . بوركت جهود البطريريكية التي تمثل بصدق جموع المسيحيين العراقيين وتعمل بجد للحفاظ عليهم بعيداً عن ألاعيب الساسة ودهائهم

    هل المقصود دون إلصاق اللؤم أم التهم

    تحياتي

  2. ﻻبد ان نعي ان الخلاص من المأساة التي يعيشها شعبنا ﻻيتحقق اﻻ بتوحيد الجهود بين الكنيسة بكافة طوائفها وبين منظمات المجتمع المدني المسيحية وﻻ اقول السياسيين ﻻن السياسيين المسيحيين فقدوا مصداقيتهم ﻻن ﻻ هم لهم سوى مصالحهم الشخصية كما علينا ان ﻻنعول كثيرا على الدول الغربية ﻻن لها مصالحها الخاصة بها ﻻيهمها مأساتنا ﻻ بل انها كانت السبب الرئسي في تلك المأساة وفي تشتيت المسيحيين العراقيين في مختلف دول العالم ليفقدوا الروابط اﻻجتماعية والدينية واﻻنسانية اتي كانت تربطهم حتى انهم فقدوا هويتهم وتناثروا في مختلف دول العالم واخيرا اقول خلاصنا بيدنا مستقبلنا بايدينا مهما كان قرارنا في البقاء ام الرحيل نحو المجهول…………

  3. الأعزاء في أعلام البطريركية ..

    أن مقالتكم هذه بالفعل هي الجواب الشافي لكل الذين يسمون بالجالسين وراء المنتديات الحاسوبية .. الذين صار شغلهم الشاغل متابعة حركات غبطة أبينا البطريرك وموقف الكنيسة في العراق والنظر لهذه التحركات بعين التي لا ترى الحقيقة أبداً.. وكأنه الحل يكون بمقالاتهم وبتعليقاتهم وحتى بتصريحاتهم التي تحاول أثارة شيء من الشغب …أين هم من إختلاف السياسين المسيحيين؟؟ .. فلا يخفى أبدأ أن بقاء الكنيسة الكلدانية اليوم حية وقوية وصامدة هي نتيجة للقيادة الحكيمة لأبينا البطريرك ومن خلال مبادراته إضافة إلى دور الأساقفة الاجلاء والكهنة والراهبات والجماعات العلمانية الكنسية كل من موقعه في إحتضان هذه الأزمة .. نشكر الله على هذه النعمة .. ونصلي لكي يبارك الرب وأن يمنح روحه القدوس لكل الساعين في بناء بيتنا ( كنيستنا ) …

    لترافقكم شفاعة امنا مريم العذراء …

    الشماس ريان لويس / كركوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.