إذاعة الفاتيكان/ موقع ابونا
2016/05/18
"إن الدرب التي يدلنا إليها يسوع هي درب الخدمة ولكن غالباً ما نرى أشخاصاً في الكنيسة يبحثون عن السلطة والمال والتباهي"، هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته مترئساً القداس الإلهي، يوم الثلاثاء 2016/5/17، في مصلى بيت القديسة مرتا، وأكّد أنه ينبغي على المسيحيين أن يتغلّبوا على التجربة الدنيوية التي تقسم الكنيسة، وحذّر من الأشخاص الوصوليين المستعدين لتدمير الآخرين في سبيل الوصول إلى مراكز عالية.
واستهلّ البابا عظته عند التجارب الدنيوية التي تدمّر شهادة الكنيسة، وقال: "يسوع يتكلم لغة التواضع والموت والفداء، والرسل يتكلّمون لغة الوصوليين متسائلين: من الذي سيصل إلى أعلى المراكز؟". تابع: "إن تجربة التلاميذ هي التفكير بالأمور الدنيوية، حين يتباحثون في مَن هو الأكبر. بينما يعلّمهم يسوع أن أول القوم هو آخرهم وخادمهم"، مؤكداً أن "الخدمة هي القاعدة الأساسية للمضي قدماً، فالأكبر هو الذي يخدم أكثر، والذي يكون في خدمة الآخرين وليس الذي يتباهى ويسعى إلى السلطة والمال، وهذا ما حدث مع الرسل، وهي قصّة تتكرر يومياً في الكنيسة وفي كل الجماعات والرعايا، إنها رغبة الوصول والحصول على السلطة".
أضاف: "التباهي والسلطة، هذه هي الرغبة الدنيويّة بأن يكون المرء صاحب سلطة، وبأن يُخدم ولكي يصل إلى ما يريده هو لا يتوانى عن فعل أي شيء فيغتاب ويثرثر ويلطّخ سمعة الآخرين. الغيرة والحسد يسيران أيضاً على هذه الدرب عينها ويدمّران. وهذا الأمر نعرفه جميعاً، وهو ما يحصل في جميع مؤسسات الكنيسة: في الرعايا والمعاهد وحتى في الأبرشيات. إنها رغبة روح العالم، روح الغنى والتباهي"، مشدداً أن يسوع يعلّمنا أن درب الحياة المسيحية هي الخدمة والتواضع.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول: "جميعنا نتعرّض لهذه التجارب، ونحن معرّضون لندمّر الآخر في سبيل الصعود والوصول إلى مراكز أعلى. إنها تجربة دنيوية تقسم الكنيسة وتدمّرها، وهي ليست من روح يسوع. كم هو جميل أن نتخيّل المشهد: التلاميذ الذين يتباحثون في مَن هو الأكبر بينهم فيما يسوع يعلّمهم جميع هذه الأمور. سيساعدنا أن نفكّر في المرات العديدة التي رأينا فيها هذه الأمور في الكنيسة وفي المرات التي تصرفنا فيها نحن بدورنا على هذا النحو وأن نطلب من الرب أن ينوّرنا لنفهم أن محبّة الأمور الدنيوية وروح العالم هما عدويّ الله".