لقاء عن (طقوس الديانة المسيحية )و(هندسة الكنيسة البيزنطية ) في مركز الدراسات المشرقية
فائق عزبو
اقيم في كنيسة الروم الكاثوليك في بغداد اللقاء الثاني ضمن الدورة التدريبية المعنونة (تراث واثار الاديان في العراق ) التي ينظمها نخبة من اساتذة الجامعة المستنصرية ومركز الدراسات المشرقية التابع للكنيسة صباح السبت 22 شباط 2020 .
تضمن اللقاء محاضرتين الاولى للاب البير هشام بعنوان (طقوس الديانة المسيحية ) تطرق فيها الى الكنائس التي حافظت على طقوسها الكنسية (الإرث الكنسي منذ القرون الأولى) ولحد الان والتي سميت (الكنائس الطقسية) ، عن الكنائس (البروتستانتية) التي ظهرت في القرن السادس عشر التي دعت الى رجوع الكنيسة الى كلمة الله في الكتاب المقدس فقط دون ان اللجوء للطقوس والتي سميت الكنائس الغير (الطقسية)، كما انه ليس هناك طقس واحد يتبعه كل المسيحيين في العالم حيث ان كل منطقة جغرافية في العالم هناك طقس معين وهناك بعض الكنائس التي اشتركت في طقس واحد بحكم تقاربها الجغرافي من بعضها البعض وبحكم ثقافة او لغة مشتركة .
كما تحدث عن مراحل نشأة هذه الطقوس التي بدأت منذ القرون الاربعة الاولى للمسيحية بمرحلة التأليف حيث بدا بعض رجال الدين بتأليف نصوص دينية مفردة مستوحاة من الكتاب المقدس تساعد المؤمنين على الصلاة والتي اصبحت نصوص مرجعية ثم تحولت الى نص طقسي، وفي القرنين السابع والثامن الميلادي بدأت مرحلة تجميع كل ما كتب خلال الاربع القرون الاولى ،بعدها بدأت مرحلة تثبيت الطقوس في القرنين 12 و13 مع امكانية تجديدها لتواكب عقليتنا المعاصرة مع الحفاظ على الثوابت الذي هو الله .
وأضاف انه ليس هناك طقس مسيحي من دون جماعة مسيحية وليس هناك جماعة مسيحية من دون طقس كما ان هناك بعدين للطقوس الأولى، من الجماعة المسيحية الى الله (عبادة الله) والثاني من الله الى الجماعة (الله يمنحنا رحمته). وان الاختلاف في الطقوس المسيحية ناتج عن انها تأخذ عمق الواقع الغير المتشابه في العالم.
واعطى تعريفا عن كلمة “ليتورجية” التي تستعمل للتعبير عن الطقوس والتي هي كلمه يونانية مركبة من مقطعين (Laos) (Leitos) وتعنى (الشعب أو الجماعة)، و(Ergon) وتعنى (عمل).
اما في المحاضرة الثانية من اللقاء التي كانت بعنوان (هندسة الكنيسة البيزنطية) فقد تحدث فيها الاب منصور المخلصي عن عدة نقاط منها:
البطريركيات الخمسة داخل الامبراطورية الرومانية ، نشأت الحضارة البيزنطية من القرن الرابع حتى السابع في عهد الامبراطور قسطنطين ، الكنيسة البيزنطية الامبراطورية ، تسلسل مراحل التاريخ الخلاصي، بازيليكية القيامة وقبة القبر في اورشليم ، بازيليكية مار بطرس في روما .
كما تطرق الى هندسة الكنيسة البيزنطية في عهد الامبراطور يوسطينيانوس ( 527 – 565) م في عدة مواقع منها مدينة رافينا البيزنطية في شمال ايطاليا حيث جمع بين الفن المسيحي القديم والفن البيزنطي الجديد ، بازيليكية سان فيتالي Basilica of San Vitale ، كنيسة سان ابولينارى- رافينا Basilica of Sant’ Apollinare Nuovo، كنيسة آيا صوفيا Basilica of the Hagia Sophia التي تم افتتاحها سنة (537)م حيث رفع الامبراطور يوسطينيانوس يديه نحو السماء وصرخ (المجد والحمد لله العلي، الذي سمح لي بأكمال هذا العمل الفريد، يا سليمان لقد انتصرت عليك، ويقال ان الملائكة ساعدوا في بنائها)، كنيسة الحكمة المقدسة، دير القديسة كاترينا في جبل سيناء ، دير جبل موسى والعليقة الملتهبة (القرن السادس)، اقدم مخطوطة للإنجيل السرياني محفوظة في دير جبل سيناء (القرن الخامس).
بعدها توجه الحضور الى كاتدرائية مار جيورجيوس للروم الارثوذكس حيث شرح الاب منصور المخلصي والاب الفريد يونان عن الطراز الهندسي والايقونات المرسومة في الكاتدرائية .
واختتم اللقاء بتناول غداء المحبة.