إضاءة على لاهوت المسيح Christology في ترتيلة ميلادية لباباي الكبير
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
يُعدُّ الملفان باباي الكبير أحد لاهوتيي كنيسة المشرق العظام (551-628)، لإسهامه في بلورة لاهوتها، وبخاصةٍ مسيحانيتها وتطورِّها. ثبت بابي مصطلحاتها اللاهوتية بطريقة منهجية، وبإسلوبٍ واضحٍ ومفهومٍ في كتابه الموسوم “الاتحاد” الذي اعتمدته كنيسة المشرق رسميّاً في تعليم عقيدتها. لاهوته امتدادٌ للاهوت الكتاب المقدس، والتقليد المتداول في كنيسة المشرق الرسولية.
ترتيلة ܒܪܝܼܟ ܚܲܢܵܢܵܐ الميلادية الجميلة
هذه الترتيلة الجميلة ܒܪܝܼܟ ܚܲܢܵܢܵܐ التي نرتلها في آحادِ البشارة والميلاد، تعرض لاهوت المسيح بعبارات شعريّة بسيطة وواضحة. تتكون الترتيلة من عشرين بيت على ايقاع أربعة مقاطعstrophes وثمانية وقفاتsyllables .
اليكم ترجمتها كما وردت في اللغة السريانية والمنشورة في كتاب الحوذرا الجزء الأول ص (57-58).
تبارك [الله] الذي بنعمته قاد حياتَنا عن طريق النبوة
بعين الروح رأى إشعيا [النبي] إبن البتولية العجيب
ولدت مريم عمانوئيل، ابن الله من دون زواج
في أحشائها جبل الروح القدس جسده المسجود له كما هو مكتوب
ليتّحد بصورة الآب ببنوة واحدة كاملة
منذ بدء الحبل به العجيب اتحد به كشخص واحد
لكي يكمّل به كل ما يلزم لخلاص الشعب كما أريد
في يوم [بشارته] ولادته سبحته الملائكة بالتهاليل في أعلى السماء
و سجد له الارضيون، وقرّبوا له هداياهم بخشوع واحد
واحدٌ هو المسيح ابن الله، بطبعيتين، وله يسجد البشر
بألوهيته ولد من الله الآب بلا بداية وفوق الزمن
أما ناسوته فولد من مريم في ملء الزمن في الجسد الذي اتحد به
لاهوته ليس من طبيعة امه، ولا ناسوته من طبيعة أبيه
خواص الطبيعتين محفوظة في شخص واحد وبُنوة واحدة
كما أن الألوهية هي في ثلاثة اقانيم، لكن في جوهر واحد، هكذا بنوة المسيح بطبيعتين في شخص واحد.
هذا ما تعلمته الكنيسة المقدسة أن تقُرَّ بان المسيح ابن واحد.
نسجد يا رب لألوهيتك وإنسانيتك من دون فصل،
قدرة واحدة، وقيادة واحدة، ومشيئة واحدة، ومجد واحد،
للاب والابن والروح القدس من الازل والى الابد آمين.
ترتيلة طقسية، والليتورجيا هي التعبير الأعمق للإيمان، يهدف الكاتب عبرها تعليم الناس البسطاء الذين يرتلونها في صلاتهم، الحقيقة اللاهوتيّة لمواجهة الهرطقات التي تطال لاهوت المسيح.
محتوى الترتيلة اللاهوتي:
- الله واحد وثالوث. ويذكر أن سرّه يفوق إدراك البشر.
- التجسُّد هو ثمرة الثالوث الأقدس لخلاص البشر، وقد أعدَّه لهم من خلال الأنبياء. واذ يُصبِح واحداً منا في الانسانية، انما لنشاركه في حياته الالهية.
- الولادة في ملء الزمن، دخولٌ في إطار حدث الخلاص الشامل.
- وحدة الشخص: ابن واحد، ومسيح واحد، وشخص واحد، بقدرة واحدة، وقيادة (سيادة) واحدة ، ومشيئة واحدة، ومجد واحد.
- الحفاظ على طبيعتيه، أي ما يسمى في اللاهوت بتبادل الخواص Communicatio Idiomatum.
- عبارة “نسجد يا رب لألوهيتك وإنسانيتك من دون فصل”. أتذكر ونحن صغار كنا نرددها كلما دخلنا الى الكنيسة وركعنا أمام القربان المقدس قبل أن نُلقَّن الصيغة الآتية: “اسجد لك يا ربي واـّخذُك إلهي وخالقي يا يسوع الحاضر في القربان المقدَّس….”