البابا فرنسيس يحقق حلم ابن الجنوب الكلداني
علي ايليا الكلداني
مؤسس ورئيس التجمعات الكلدانية في اور
منذ زمن بعيد أي ايام الطفولة كنت اذهب الى هذا المكان الذي شهد ولادتي وطفولتي كنت اللعب بين ثناياه وانظر الى تلك الشخوص الشامخة والأطلال التي كنت اشتم من خلالها عمق الماضي وتاريخه العطر ومنجزاته العظيمة حيث كان هذا المكان منطلق لثقافة الإبداع إنها مدينة الحرف الأول ومدينة الجمال اجلس مع نفسي لاسترجع شريط الذكريات شريط الطفولة حيث كنت اختبي بين هذه الأبنية الشامخة ومنها بيت الرحمة الإنسانية بيت إبرام والذي ذكر بالكتب المقدس حسب ما أحفظ
((أنت هو الرب الإله الذي اخترت أبرام وأخرجته من أور الكلدانيين وجعلت أسمة إبراهيم } )) نح 9 : 7
بالسابق كنت أشاهد التلفاز فأري ما تقوم به تلك الشعوب من اهتمام بحضارتها ومنجزاتها التاريخية فتسالت بيني وبين نفسي لماذا نحن لسنا مثلهم علما بان حضارتنا وتاريخنا ومنجزاتنا أكثر وأكثر وأعمق معاني وقيم فراودني حلما وانا في كامل قواي النفسية والعصبية لماذا لا يكون لهذا المكان الأثري والتاريخي الديني وقعا في نفوس الآخرين وان يكون قبلة لكافة المؤمنين الساعين والباحثين عن السلام والمحبة والإخوة لأن منها انطلق أبونا إبرام فلماذا تبقى هكذا مركونة وباقية وكأنها أطلال خاوية بدا الحلم يراودني في نومي وفي يقظتي كأنه كابوس ولكن كابوس جميل يحثني علي العمل ويدفعني إلى أن أخطو خطوات لأعرف من أين؟ وبدا ملكوت الرب أمامي يحثني علي التحرك و التوجه نحو البصرة الفيحاء نحو كنيسة الكلدان وبالفعل تحركت وكلي أملا بأنني أخطو الخطوة الأولى فاستقبلني الأب عماد ألبنا بكل رحابة صدر ورحب بالفكرة خير ترحيب وقال بالحرف الواحد سوف أتي إليكم وكنت احمل بيدي مجسم زقورة أور وقد أهديته هذا المجسم وبعد كم يوم لا يتجاوز أصابع اليد قام بزيارتنا لمدينة أور ليطلع بأم عينه علي تلك الأبنية الشامخة و الإمكانيات المتاحة في وقتها ليرتب بعد ذلك زيارة لعدد 30 ثلاثين من المؤمنين من أهالي البصرة لكي يؤذونا الصلاة لتكن أول صلاة إيمانية تقام علي هذه الأرض الطاهرة وبعدها استمرينا بهذا المجال الاثاري الإيماني وبوصول سيادة المطران حبيب النوفلي رئيس أساقفة البصرة والجنوب لاسقفية البصرة حيث أبد اهتماما كبير جدا بهذا المجال وهذا الحج وكعادتي أينما اذهب احمل مجسما عن زقورتي العظيمة وقد اطلع سيادته علي المجسم وكانت لديه غزارة جدا بالمعلومات عن كل المواقع وحيث قام بكتابة العديد من الإصدارات عن مدينة اور التاريخية وطباعتها باللغتين العربية والانجليزية وقام بتشجيعنا بشكل كبير جدا حتي إننا تحركنا الى مدينة العمارة حيث يوجد كنسيتين وعوائل مسيحية فتوجهنا نحو الاخ جلال دانيال توما والذي قام بتنظيم رحلة زيارة لمدينة اور من اهالي العمارة وهكذا وصلت جموع المؤمنين من البصرة والعمارة واستمرينا بهذه الأنشطة والأعمال إلى أن انتقلنا نقله نوعية وكبيرة من خلال لقاءنا بغبطة أبينا الكاردينال مارلويس روفائيل ساكو بطريرك بابل علي كلدان بالعراق والعالم حيث استقبل وفدنا ورحب بنا وتحدث معنا حديث الأب إلى أبنائه وابد استعداده الكامل بتسيير رحلات حج منظمة وبصحبة رجال الدين من الكهنة والآباء فكان تارة يأتي الينا المعاون البطريرك المطران شليمون وردوني وتارة المعاون البطريرك المطران باسليوس يلدو وأيضا حث الكنائس الأخرى بالحضور ألينا وبالفعل بدأت الجموع تتحرك نحونا حتي قد وصلت من خارج العراق ومنها الوفد اللي حضر بصحبة المطران شليمون وردوني وهذا الوفد قادم من الفاتيكان برئاسة المونسينيور ليبيريو اندرياتا، رئيس مؤسسة الحج التابعة للفاتيكان وتحركت الجموع تلو الجموع ومن كافة الأقطار ليأتي ذالك اليوم العظيم يوم السبت وبالساعة الحادية عشر وعشرين دقيقة صباحا تخطو خطوات قداسة البابا فرنسيس وليصلي بالجمع المؤمن القادم من كل مكان الصلاة الابراهمية فكان هذا اليوم هو يوم تحقيق حلمي فشكرا لك بابا فرنسيس إن حققت حلمي بحضورك الى بلدي والى ارض أبينا أبرام ارض الأجداد والآباء الكلدانيين وأنت بصحبتك سيادة الكاردينال مارلويس روفائيل ساكو والمطران باسليوس يلدو والمطران حبيب النوفلي من كانت لهم خطوات وأعمال في تحقيق هذا الحلم الكبير والآخرين من المؤمنين
فشكرا لك قداسة البابا فرنسيس علي تحقيق حلم شخصا من ارض أور الكلدانين
فشكرا لك سيادة الكاردينال مارا لويس روفائيل ساكو بطريرك بابل للكلدان
فشكرا لك من ساهم وحضر وساعد وقدم وصلى ودعاء سيادة المطران باسليوس يلدو وسيادة المطران شليمون رودوني و سيادة المطران حبيب النوفلي و سيادة المطران روبرت جرجس و الأسقف عماد ألبنا ورجال الدين والكهنة وكل الخيرين من أبناء وطني وأهلي .
كلداني من ارض أور يفتخر بكلدانيته واصله