أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار البطريركية / الثقافة، متى نتحضّر؟

الثقافة، متى نتحضّر؟

 الثقافة، متى نتحضّر؟

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

الثقافةُ (من فعل ثقف بحسب قاموس المنجد هذّبه وعلّمه وتعلّم)، فكرٌ (عقلٌ)، ومعرفةٌ وأدبٌ، وفنٌ وحضارةُ. الثقافةُ ضروريةٌ لاكتسابِ سلوكٍ اجتماعيٍّ سليمٍ ومتناغمٍ، حتى في مجالِ النقد.

الثقافةُ سِمةُ الشخصِ الواعي الذي يدري انه يدري. للثقافة دور محوري في الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية والعلمية، ومن دونها لا يوجد تقدم.

 الرجل ذو الثقافة، يفرض حضورَه وتمايزَه، عبر طروحاتِه، ونقاشاتِهِ وكتاباتِه باسلوبٍ لائق. ويكتسب بمرور الزمن، من خلال المطالعة، والتفكير، والتحليل، والاستشارة، معرفة اكبر، وليس عبر الديجيتال والتسطيح والتسهيل.

 بهذا المعنى تخلقُ الثقافةُ فسحةً رحبةَ للعلاقةِ الصادقةِ بين الاشخاص، والثقةَ والاحترامَ المتبادل.

أذهلني مستوى الردود على تصحيح السينودس الكلداني لتسمية البطريركية (وهو شأنٌ كنسيٌّ، ومن صلاحيات السينودس) وتصورهم هذا التصحيح  كأنه خطر جسيم محدق بالكلدان.

الكنيسة تحترم شعور الشعب الكلداني بهويته القومية (من بينهم مؤمنون مسيحيون ومسلمون وغير مؤمنين)، وبان تكون بابل رمزاً قومياً لهم، كونها كانت عاصمة المملكة الكلدانية قبل ظهور المسيحية، وهكذا نينوى بالنسبة للاشوريين، لكن ليس من حقهم فرضها على الكنيسة. ينبغي ان يُدركوا ان الكنيسة شيء، والقومية شيء آخر.

هؤلاء المنتقدون يعيشون في الغرب، وكان  من المفروض ان يستفيدو من ثقافة الغرب، وعلومِه وآدابه، للتعبير عن وجهة نظرهم، ومناقشتها على قاعدة المعرفة، للارتقاء الانساني والروحي والاخلاقي، وفرض احترامهم، وتفعيل دورهم، وليس الانجرار وراء العواطف الجياشة والموروث الخاطيء والتلاعب بعواطف البسطاء.

والمؤلم انهم مُصرون على موقفهم، بالرغم من شروحاتي المتكررة لاسباب التصحيح، قبل السينودس وبعده. لقد صبرنا وتحملناهم (إنْدَبَغ جلدنا) منذ ثمان سنوات، وسنتحملهم، لكن سؤالي هو الى متى سيستمرون بنهجهم “غير المقبول”؟ والى اين يريدون ان يقودوا الشعب الكلداني المسكين؟

عن patriarchate

شاهد أيضاً

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم في ضوء الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة 12-18 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.