أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار البطريركية / آحآد ܣܘܒܵܪܵܐ سوبارا – البشارة / الانتظار، بمناسبة بدء زمن البشارة، الأحد 28 تشرين الثاني 2021

آحآد ܣܘܒܵܪܵܐ سوبارا – البشارة / الانتظار، بمناسبة بدء زمن البشارة، الأحد 28 تشرين الثاني 2021

آحآد ܣܘܒܵܪܵܐ سوبارا – موسم البشارة / الانتظار

بمناسبة بدء زمن البشارة، الأحد 28 تشرين الثاني 2021

صورة البشارة للفنان الايطالي ليوناردو دافينشي

الكاردينال لويس روفائيل ساكو

    يبدأ التقويم الليتورجي الكلداني بـزمن ܣܘܒܵܪܵܐ – سوبارا – البشارة، وينتهي بـزمن تقديس الكنيسة. أسابيع البشارة اربعة: البشارة لزكريا واليصابات، البشارة لمريم، ميلاد يوحنا، والبشارة ليوسف. تمثّل هذه البشارات محطَّات أساسيّة في تاريخ الخلاص. يعرض الانجيليّان متى ولوقا علينا قراءة للتاريخ من مفهوم آخر، غير التقرير الكرونولوجي (في معناه الحديث)، بل في معانيه الروحيّة. انه تاريخ مقدس تتجلى فيه علاقة حبٍّ بين الله والانسان. يستعمل لوقا النوع الادبي literary genre الروائي كما نجده في أسفار العهد القديم خصوصاً سِفر التكوين.

هذه البشارات هي لنا أيضاً. انها زمن مُكَثَف للصلاة والتأمل والتوبة والانتباه لعلامات حضور الله والدخول إلى سرّ تدبيره. بشارات تتضمن حركة من لقاءات واستقبال وشكران.

الاحد الأول من موسم البشارة: البشارة الى زكريا واليصابات (لوقا 1/ 1-15)

للاسم دلالة في الكتاب المقدس ، انه هوية حامل الرسالة. زكريا يعني الله يتذكر – يستجيب، واليصابات الله يشبع.

البشارة تُبَلَّغ في جو من الصلاة: زكريا في الهيكل يصلي، والشعب في الخارج يُصلّي. هذا يعني ان الله يصنع المعجزة عندما نصلي بإيمان وبثقة، وعندما تلمس الصلاة قلبنا نقدر ان نستقبله. ثمة تشابه مع البشارة لابراهيم وسارة. عجزٌ بشري، ولكن “ما يُعجِزُ النَّاسَ فإِنَّ اللهَ عَليهِ قَدير” (لوقا 18/ 27). المبلِّغ هو الملاك.

الرسالة الى زكريا واضحة: “لا تَخَفْ، يا زَكَرِيَّا، فقدَ سُمِعَ دُعاؤُكَ وسَتَلِدُ لكَ امَرأَتُكَ أَلِيصاباتُ ابناً فَسَمِّه يوحَنَّا” (لوقا 1/13). ان نعمة الله تحوِّل عجز البشر الى خصب مزهر، وهذا يتطلب الصلاة بثقة.

الاحد الثاني من موسم البشارة: البشارة الى مريم (لوقا 1/ 26-37)

اسمها مريم، اي “المختارة –المصطفاة”. كانت تعيش مع يوسف قرينِها في الناصرة، القرية البسيطة! يدل هذا الاختيار على ان فكر الله مختلف عن فكر البشر. هنا ايضاً المُبلّغ هو ملاكٌ اسمه جبرائيل (قدرة الله). قال لها: “السلام لك أيتها الممتلئة نعمة، مباركة أنتِ بين النساء. لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله. فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية” (لوقا 1/ 28-33).

الاضطراب أمر طبيعي في الترائيات، اذ ينكشف فقر الانسان أمام الحضور الالهي وأيضاً أمام جَسامة الرسالة الملقاة على عاتقه.

كيف يكون هذا؟ هذا السؤال الذي طرحته مريم ليس لعدم ثقتها بالله، بل لرغبتها في فهم أكبر للبشارة بهدف الالتزام المطلق. ولما شرح لها الملاك ذلك، تقبَّلت مشيئة الله بحرية وفرح: “ها أنا خادمة للرب، فليكن لي كقولك”. هكذا يلزم ان ياتي جوابنا بتسليم الذات تسليماً كاملاً لله لنكون تحت تصرفه. وكما دخلت مريم في حلقة تسبيح الله: “نفسي تعظّم” هكذا نرفع نحن أيضاً (الحمد لله على كلِّ شيء).

الاحد الثالث من موسم البشارة: ميلاد يوحنا (لوقا 1/ 57 – 66)

يحدثنا لوقا عن ولادة يوحنا المعمدان، مشدداً على أهمية الاسم الذي يمنحه الله إيّاه، فهو يشكّل هويّته ورسالته.

 يعرض لوقا علينا أمرين أساسيين:

  1. ان النِعم تُعطَى لنا عندما نُصلي بثقة ورجاء، وان كلُّ نعمة مهما كانت فهي بركة غير عادية، علينا استقبالها بفرح وشكران.
  2. النعمة المعطاة ليست للوالدين فحسب، بل لكلّ الاقارب والجيران: “ويفرح بمولده أناسٌ كثيرون” (1/ 14)، هذا يعني ان النعمة ليست للشخص الذي يستقبلها، انما هي للكل.

 عدم إيمان زكريا: اغلقَ فمه، لكن الإيمان فتحَه من جديد، لذا تكلم وبارك الله. كم نحن بحاجة اليوم الى هذا الايمان وسط صعوباتنا الحالية السياسية والاقتصادية وجائحة كورونا!

الاحد الرابع من موسم البشارة: البشارة الى يوسف (متى 1/ 18–25)

يوسف (اي يزيد الله) لمواجهة مشاكله: يُصلي ويُفكر ويَبحث عن سبيلٍ مناسبٍ يتماشى مع تصميم الله ومع ضميره، فيحُافظ على حياةِ مريم والجنين! “يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس” (متى 1/ 20).

خروج يوسف من المحنة نتيجةٌ لتدخل السماء. البلاغ يصل اليه عِبر الحلم. ينال يوسف بتصرفه المسؤول والحكيم، صفة الصديق! نحن ايضاً، لنُواجه مشاكلَنا بصلاة وثقة وهدوءٍ وحكمة ولنترك الله يقود تاريخَنا نحو الأفضل.

تسبحة السوبارا لباباي الكبير (+ 628)

هذه تسبحة لاهوتية بامتياز، توجز عقيدة إيمان المسيحيين بعبارات واضحة، وقد شرحه باباي في كتابه “الاتحاد- ܚܘܝܕܐ1

تبارك [الله] الحنان الذي بنعمته يوجّه حياتنا من خلال الانبياء.

بعين الروح رأى إشعيا طفل البتولية العجيب،

لان مريم من دون زواج ولدت [الطفل] عمانوئيل، ابن الله.

في أحشائها جَبَلَ الروح القدس الجسد المسجود له كما جاء في الكتب،

ليتَّحد بشعاع الآب ببنوّة واحدة كاملة.

منذ اللحظة الاولى للحَبَل العجيب اتّحد به كشخص واحد،

حتى ينجز بواسطته كل ما كان يروم فعله لخلاص الجميع.

في يوم بشارته (أو ميلاده) مجَّده الملائكة بتهاليل في أعلى السماوات.

بينما الارضيون سجدوا له باحترام، وقدموا له القرابين

واحد هو المسيح ابن الله بطبيعتين، الذي يسجد له الجميع.

بالوهيته مولود من الآب منذ الأزل،

وببشريّته ولد بجسده من العذراء مريم في ملء الزمن.

ألوهيته ليست من طبيعة أمه ولا بشريته من طبيعة أبيه.

فيه خواص الطبيعتين مصانة في شخص واحد، وبنوّة واحدة.

كما ان الالوهية هي ثلاثة أقانيم، لكن في جوهر واحد،

هكذا الابن بطبيعتين، لكن بشخص واحد.

كما تعلمته الكنيسة المقدسة في إعلان ايمانها بالمسيح الابن.

 يا رب نسجد لالوهيَّتك ولبشريَّتك من دون انفصال.

قدرة واحدة، وقيادة واحدة، ومشيئة واحدة، ومجد واحد،

للاب والابن والروح القدس من الازل والى الابد آمين.

_____________________

1 نشر A. Vaschalde في CSCO عدد 34 و35 وترجمه الاب البير ابونا الى العربية، اربيل 2021. وهناك دراسة مستفيضة حول كريستولوجيا بابوي للاب فركيس جيديات: Geevarhese CHediath

The Christologyof Babi the great, India1982

عن patriarchate

شاهد أيضاً

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم في ضوء الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة 12-18 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.