أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار البطريركية / كلُّ دعوةٍ فريدةٌ مِن نوعِها

كلُّ دعوةٍ فريدةٌ مِن نوعِها

كلُّ دعوةٍ فريدةٌ مِن نوعِها

 بمناسبة الرياضة الروحية الدورية لراهبات بنات مريم الكلدانيات الاثنين 29/11/2021 وجه غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو اليهنَّ الارشاد الروحي الاتي:

إعلام البطريركية

 أود ان أعبر عن محبتي وتشجيعي لكُنَّ، خصوصاً للاتي يواجهن بعضَ الصعوبات في مسيرتهن!

الدعوة هِبة مجانية من الله، يدعونا فيها لنعيش تكريسنا،  وفق محبته ورحمته. علينا ان نشكره عليها دوماً، وان نكون خُداماً اُمناء له.

 سؤالي لكُنَّ: هل انتُنَّ مقتنعاتٌ بدعوتكنَّ؟ هل تاخذنَّها على محمل الجِد كدعوة فريدة من نوعها؟ هل تدركنَ تماماً انها ترسم تاريخكن وابديتكم؟

 اذا كان ذلك صحيحاً، فالرب لن يدعُكنَّ وحدكنَّ. انه سوف يدعم الراهبة عندما تكون واعية بدعوتها ومُحِبة لها وصادقة ومستقيمة في حياتها.

نشكر الله انه لا يزال هناك راهبات بديعات مقتنعات بدعوتهنَّ، ولديهنَّ العزم والشجاعة لاتّباع المسيح الى النهاية مهما كان الثمن، كما  كنا قد وعدنَ يوم تكريسِهنَّ.

 مرات، أقف مندهشاً أمام فرح راهبة بتكريسها، اُشاهد السلام يتجلَّى على وجهها. عقلها مستقر،  وقدرتها على التواصل مع أخواتها قوية، مِمَّا يخلق شعوراً بالارتياح عند الكل. وعلى العكس من ذلك عندما توجد حالة من الإساءة، فنرى التأثر على الجميع!

الدعوة: الحياة لي هي المسيح (فيلبي 1/21)

الدعوة سرٌّ داخليٌّ خفيٌّ. إنجذابٌ الى المسيح، واتباعٌ حرٌّ وواعٍ وبفرح، وسعي للتَلمذة له بصدق لإمتلاء القلب. وهذا يغير بشكل عميق الحياة كلها، لان من تُحبُّه يعيش فيك، في وجدانك. أليس الى هذا يشير يسوع عندما يقول: “أنا والآب واحد” (يوحنا 10/30).

هذا الاختيار  هو بمثابة جوهرة نادرة لا أثمن منها في الدنيا، وجدها من يبتغي الرهبنة، فيتخلّى عن كلِّ شيء بحماسةٍ لاقتنائها (متى 13/44). هذه الجوهرة هي المسيح، هو أرض ميعاد الراهب/به. هذا ما ينبغي ان يسعى الراهب والراهبة لتجسيده في سلوكهما اليومي بثقة. اذاً ما يعيشُه الراهب أو الراهبة هو “عشقُ الهي” للتوجه كليّا الى المسيح في عيش نذور الفقر والطاعة والعفة بأمانة: ” أترك كلَّ شيء، تعال، اتبعني!”  الراهبة تتبع  يسوع  وتوجّه نظره نحوه باستمرار، وتعمل باسمه.

انها بداية مسيرة عهدٍ “نعم- هاءَنذا” التي ينبغي أن تكون حاضرة دوماً لدى الراهبة وعليها ان تكررها صباح كل يوم لكي تحيا منطق تكريسها بقناعة راسخة!

ازمة الدعوات

ان ازمة الدعوات التي تمر بها أديرتنا ومعاهدنا الكهنوتية اليوم ينبغي ان تكون حافزاً للتفكير والمراجعة والصلاة.

 لا ينبغي ان نخاف من الحقيقة، بل من الضروري أن نواجه الحقيقة بشجاعة ونقيِّمها. لقد واجهت الرهبانيات على مر العصور صعوبات وتحديات، لكن تم تخطِّيها من خلال العودة الى عيش الانجيل، لان إذا لا يُغير الإنجيل قلوبَنا، فلن تتغير أوضاعُنا. قداسة  هي قداستنا.

هو يمنحنا النعمة والنور والقدرة على الاستمرار بثقة. إخلاصُكنَّ اليومي الخفيّ والصامت يحمل بذور التجديد المطلوب ويجلب الدعوات!! .

 ضرورة الصلاة

في كثير من الأحيان نرى يسوع في الانجيل، يذهب إلى البرية أو يصعد الجبل بمفرده أو مع تلاميذه ليُصلّي ويتأمل، لأن الصلاة مركزية في حياته. الصلاة ضرورية في حياة الراهبة ليكون وجودها خصباً. على من نتَّكل اذا لم نصلي الى الله؟ كيف تصلّين وبأية روحية؟

مسيرة الراهبة مطبوعة بالصلاة، لأن الإيمان يقود الى الصلاة. من لا يصلي لا يفهم الإيمان. الصلاة، لا تنفصل عن الحبّ، ومن يعرف معنى هذا الحبّ، هو وحده قادرٌ أن يصلي لا بشفتيه فحسب، بل بكلِّ كيانه. الصلاة تعني ان الله حاضرٌ في حياتنا. هل تشعرين بذلك عندما تصلّين لوحدك او مع الآخرين؟

نصلي لأنّ الصلاة هي في جوهر إيماننا، ولأنها الفعل الأكثر تلقائيّةً للتعبير عن حبّنا وإعجابنا، وشكرِنا وسجودنا، خصوصاً عندما نُدرك أنّنا مثل طفل لا يقدر أن يعيش لوحدِه. الصلاة تعكس حضور الله، علة وجودنا ونسمة حياتنا كما جاء في صلاة الصباح والمساء (الطبعة العربية ص 151). من خلال مثالنا يكتشف الآخرون المسيح!

الصلاة تدفعنا إلى أبعد، إلى تجاوز ما يفصل المرئي عن اللامرئي وتحقيق التناغم بين الباطني والخارجي. يقول باباي الكبير (+ 628): “نكتشف الله ونَلِج الى سرِّه من خلال الصلاة، والتضرُّع، ونقاوة القلب” (الاتحاد 7/6).

هناك اشكال مختلفة للصلاة: الصلاة الطقسية الليتورجية وصلاة القلب، والصلاة التلقائية، والصلاة الدائمة، أي ترديد اسم الله او اسم يسوع من دون انقطاع على مثال آباء الصحراء (مثال السائح الروسي على درب الرب!)، عملاً بقول الانجيل: “صلوا كل حينٍ ولا تملّوا” (لوقا 1/18)، والصلاة ايضاً مع الكتاب المقدس، وهو كتاب صلاة أيضاً (سِفر المزامير).

حياة الجماعة!

شَكَّلَ المسيح جماعةً مع الاثني عشر. لا يستطيع الراهب أو الراهبة أن يعيش بمفرده! سيكون في خطر العزلة والتفكير بنفسه. لذا من الضروري إيجاد طريقة ليحيا فيها حياة جماعية ويشعر انه في عائلة.

في حياة الجماعة يجب أن يعمل كل فرد وفقاً لمهمته. وهذا يتطلب قدراً كبيراً من الوعي والتنازل والتواضع (العمل على تحسين الطبع والتمتع بصفات انسانية حقة). على كل واحد ان يشعر انه محبوب ومقدَّر وتُحترَم المواهب (هذا بامكانه ان يخلق حالة من الحيوية والتنوع في الدير ويغدو ورشة عمل)… على الجماعة ان تخلق مناسبات فرح: عيد ميلاد احدى الراهبات أو ذكرى نذور.. او شفيع….

الحياة الجماعية (جوٌّ عائلي) هي مصدر تعزية وقوة للارتقاء معاً نحو الله. الجماعة هي بمثابة عائلة واحدة اسمها الرهبانية الفلانية (بنات مريم الكلدانيات، بالنسبة اليكن). هم فيها أخوات متلاصقات ومُحِبات. انها واحة الرب المُخضَرّة والمُزهرة.

الانتباه الى مشاكل الهاتف الخلوي ووسائل التواصل الاجتماعي، قد تقتل العلاقة.. وتشوِّش جو الاخوة!

لتعميق الدعوة  وانمائها  ضروري   القيام بالخطوات الاتية :

  • صلاة .. صمت
  • فحص ضمير يومي في نور الروح
  • قراءة الكتاب المقدس، قراءة تأمليّة.
  • استشارة الاخرين وخصوصا المرشد!

إذا دعاكِ المسيح، فسوف يُعطيكِ الوسائل لاتّباعه حقاً. حاولي الاقتداء به.

عن Maher

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب فاتيكان نيوز :   في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.