ما هي الليترجيا؟
ليترجيا (λειτουργια / leitourgìa) هي كلمة يونانية الأصل، وكانت في البداية تعني العمل أو المبادرة الحرة التي يقوم بها شخص ما من أجل جماعة معينة (الشعب، المدينة، البلد…). مع مرور الوقت فقدت هذه الكلمة مضمونها الحر، وراحت تعني كل عمل إجباري يقع على عاتق الفرد تجاه مجتمعه أو تجاه الآلهة (خدمة العبادة).
في الترجمة اليونانية للعهد القديم (السبعينية) تدل كلمة ليترجيا على كل نوع من الخدمة الدينية، على سبيل المثال خدمة اللاويين في خيمة الاجتماع ومن ثم في هيكل أورشليم. وهكذا كانت هذه الكلمة تدل على خدمة العبادة الجماعية لشعب الله، والمتميِّزة عن العبادة الفردية التي يُشار إليها في الترجمة السبعينية بتعابير يونانية أخرى.
في العهد الجديد كلمة “ليترجيا” لا نجدها أبداً تدل على خدمة العبادة الجماعية كما في العهد القديم (هناك حالة واحدة تشذ عن هذه القاعدة وهي أع 13/ 2( ، هذا لأن الكلمة كانت مرتبطة بشدَّة بخدمة الكهنوت اللاوي.
لكن تعبير “ليترجيا” سرعان ما عاد يظهر في الكتابات المسيحية ـ اليهودية القديمة مثل “الذيذاخيه” ورسائل القديس أكليمنضس. هذه الكلمة تكتسب في الكتابات المسيحية معنى جديد لأنها تدل على خدمة المسيح الكهنوتية، حتى لو أنها في أشكالها قد استعملت كثيراً من طقوس العبادة اليهودية، مضفية عليها معانٍ مسيحية.
هذه الكلمة اليونانية انتشرت بسرعة في الكنيسة الشرقية لتدل على خدمة العبادة المسيحية عامة وعلى الاحتفال بالإفخارستيا خاصةً. بينما ظلَّت غريبة عن الكنيسة الغربية لأجيال عديدة.
في القرن السادس عشر تظهر من جديد هذه الكلمة في الكنيسة الغربية لتدل على الكتب الطقسية المستعملة في العبادة، وعلى كل ما يتعلق بالعبادة المسيحية. للأسف هذا التعبير قد فُهِمَ على أنه إشارة للطقوس وللقوانين التي تحكمها، هذا المفهوم ظلَّ سائداً حتى المجمع الفاتيكاني الثاني، وهو مفهوم يُعبِّر عن نظرة سطحية لليترجيا ورؤية ذات طابع “قانوني“.
في أواخر القرن التاسع عشر قامت في الكنيسة جماعة أرادت تجديد الليترجيا والتعمُّق في مضمونها، سُمِّيت هذه الجماعة بـ “الحركة الليتورجيّة” وقد أسهمت في التوصُّل إلى نظرة أكثر عمقاً وشمولية، جعلت المجمع الفاتيكاني الثاني يتبنّى مواقفها ودراساتها. ظهر هذا جليّاً في الوثيقة المجمعية الخاصة بالليترجيا (أول وثيقة يصدرها المجمع) حيث قُدِّمَت الليترجيا على أنها متابعة حقيقية وواقعية لحدث التجسُّد: بواسطة الليترجيا يتحد الله بالإنسان والإنسان بالله، كما حدث في سر تجسد كلمة الله الذي صار إنساناً لأجل خلاصنا، فقد كان مخطط الله منذ البدء أن يكون الإنسان متحداً بهِ، هذا تحقق في يسوع المسيح عن طريق الكنيسة لأنها شعب الله، حيث يقيم روحه القدّوس.
الليترجيا إذاً هي الوسيلة التي من خلالها تحقق الكنيسة دعوتها أي الاتحاد بالثالوث الأقدس. وهيً تنبع من الحدث الأساسي في تاريخ الخلاص أي السر الفصحي، موت الرب وقيامته. هذا السر الفصحي ليس مجرد حدث تحتفل به الليترجيا كذكرى سنويّة، بل إنه “الحدث” الذي منه تستمدُّ وجودها، وهي ذاتها (الليترجيا) تجعل هذا الحدث الأساسي حاضراً “الآن وهنا” لأجل كنيسة اليوم، فكما أن خلاص الله لشعب العهد القديم من عبودية مصر تمَّ عن طريق “الطقس الفصحي” هكذا أيضاً اليوم، يحقق الله خلاصنا من خلال أمور ملموسة (الليترجيا).
إليكم كلمات المجمع الفاتيكاني الثاني في تعريف الليترجيا: “هي عمل مقدس، الذي بالطقس الديني، في الكنيسة وبواسطة الكنيسة، يُمارَس ويستمر عمل المسيح الكهنوتي، أي تقديس الإنسان وتمجيد الله” (SC2)
فالعمل الليترجي ليس مجرد عملً مقدس، بل هي الوسيلة التي من خلالها، يكون المسيح الرب ذاته حاضراً في كنيستهِ ومكملاً رسالته كوسيط بين الله والناس.
ما هو الطقس المقدس؟
اليوم نواجه عدة ردّات فعل أمام ممارسة الطقوس الدينية. فبينما هناك فئة تهزأ من الطقوس على أنها مجرَّد عادات قديمة قد لا تعني شيئاً لإنسان القرن الحادي والعشرين، نجد آخرين مهتمّين بممارسة طقوس معيّنة، مدَّعين أنها تساعد الإنسان على معرفةِ ذاتهِ والتأمل من أجل الوصول إلى الحقيقة… مثل التأمل التجاوزي، اليوغا، وكل ما يتعلّق بحركة الجيل الجديد (New age).
قبل أن نتحدَّث عن الطقوس وأهميّتها في الحياة الدينية، نود أن نشير إلى حضورها في الحياة اليومية ودورها الأساسي في حياة الإنسان: كما أن الإنسان هو كائن اجتماعي هو أيضاً “كائن طقسيّ”. لنذكر مثلاً الطريقة التي نتبعها للإحتفال بعيد ميلاد صديق، الاجتماع في مكان محدد لائق ومزيَّن بشكل يُعبِّر عن الفرح، قالب الحلوى، الأغاني التقليدية، العناق وتبادل التهاني … كل هذه الأمور تدخل في نطاق “طقسيّة الكائن البشري“.
من صفات الطقوس في حياة الإنسان أنها مجانيّة، أي أنها ليس من ضروريّات الحياة، لكن مع ذلك وبشكل غريب تُُضفي على الحياة معنى أسمى، وبدونها يبدو وكأن الإنسان لا يستطيع التعبير عن ذاتهِ!.
ما هو صحيح على الصعيد الاجتماعي هو صحيح أيضاً على الصعيد الدينيّ. فمن الخطأ التفكير بأنه من الممكن أن توجد ديانة مجرَّدة من الطقوس، وقائمة بشكل كامل على التقوى الشخصية الداخلية. كل ديانة هي بحاجة إلى وسائل للتعبير عن إيمانها وهذا التعبير يتواجد بشكل رئيسي في طريقة الصلاة الجماعية التي تحييها جوقة المؤمنين.
لنحاول الآن أن نفهم ما معنى كلمة طقوس:
على الصعيد الأنثروبولوجي (علم الإنسان)، تشير كلمة “طقوس” إلى جميع الممارسات الجماعية أو
الفردية منها والتي تتسم بـ:
تقليد معيَّن، وتُنسَج على منوال ممارسة سابقة وبهذا تعبِّر عن كيان الإنسان من حيثُ أنهُ كائن اجتماعي، ينتمي إلى حضارة معيّنة ويتصرَّف بحسب عادات متعارف عليها (لنذكر التحية في مختلف الحضارات: التصافح باليد، الإنحناء أمام الآخر، وأشكال أخرى تختلف بإختلاف الحضارة).
المجانية أو بكلمة أخرى “عدم النفعيَّة”. لأن الإنسان يتسم بأنهُ يُمارس عدة أمور لا تدخل في نطاق النفعيّة بل المجّانية (عندما تقوم امرأة بتحضير طبق حلوى، لا تهتم فقط بالطعم بل بالشكل أيضاً، هذا يدخل في نطاق المجانية أو عدم النفعيّة)؛ مع العلم أنه ليست كل الطقوس متّسمة بالمجانية (على سبيل المثال الطقوس الوثنية التي تُقام لأجل استدعاء الخصب والأمطار).
الارتباط باعتقادات معيَّنة، الابتعاد عن المنطق الحسّي للأمور والدخول في حدود ما فوق الطبيعة.
الطقس المسيحي:
الطقس المقدس في المفهوم المسيحي هو رمز يُشير إلى حقيقة معينة ويُحققها. لنأخذ مثالاً على ذلك: البذرة هي رمزٌ للشجرة، لكنها لا تشير إلى حقيقة الشجرة فحسب بل تحققها، أي تحوي في ذاتها حقيقة الشجرة. مثال آخر : الجنين في الرحم هو رمز للإنسان الناضج، ولكنهُ رمزٌ يحملُ في ذاتهِ حقيقة الإنسان فهو إذاً “يحقق” ما يشير إليهِ.
لفهم هذا الموضوع بشكل واضح نورد بعض الأمثلة عن علامات لا تحوي في ذاتها الحقيقة التي تشير إليها. إشارة المرور مثلاً، تشير إلى حقيقة معيّنة (ممنوع الوقوف، ممر مشاة، طريق خطر…إلخ) ولكنها لا تحمل في ذاتها الحقيقة التي تشير إليها، بل هي مجرد رمز من إبداع الإنسان الذي يتفق مع نظيره على معناه المحدد (على سبيل المثال لو كان الإنسان قد قرر أن الضوء الأحمر في إشارات المرور يعني السير والأخضر الوقوف، لما كانت هناك مشكلة، لأن اللون في حدِّ ذاته لا يحمل حقيقة معيّنة بل هو مجرّد رمز يُتَّفق عليهِ لا أكثر!).
الطقس المسيحي إذاً ليسَ علامةً على شاكلةِ إشارة المرور، بل هو رمزٌ يحمل في ذاتهِ الحقيقة التي يشير إليها، ويُحققها. فمع أنهُ مؤلَّف من إشارات، كلمات ولغة رمزيّة، يجب علينا ألا نفهمهُ على أنّه مجرد وسيلة تشبع حاجة الإنسان إلى استعمال اللغة الرمزية والإشارات كي يعبر عن حقيقة معينة (تفسير أنثروبولوجي). بل علينا أن ندرك بأن الطقس المسيحي هو رمز يُشير إلى علاقتنا بالمسيح ويحققها وكما أن الرب يسوع ذاتهُ قد حقق عملاً إلهياً (خلاص الإنسان) بواسطة طبيعتهِ الإنسانية المتحدة بكلمة الله، بنفس الطريقة الطقس الليتورجي المسيحيّ يُأُوِّن (يجعل حاضراً) بواسطة طبيعتهِ الماديّة عمل المسيح الخلاصي(تفسير لاهوتي). لهذا فالطقس المقدس هو “يد الرب يسوع” الممدودة إلى الكنيسة “هنا و الآن”، كيما نستطيع أن “نلمس” إنسانيَّتهُ التي حقق بواسطتها خلاصنا.
عندما نشترك في صلاة الكنيسة الطقسية علينا أن ندخل في منطق هذه الصلاة التي تجمع الكنيسة من مشرق الشمس إلى مغربها، وندرك قيمة النعمة المعطاة لنا من خلالها أي الخلاص الإلهي الذي يصبح بقوة صلاة الكنيسة حاضراً لنا اليوم والآن، بحسب وعد الرب يسوع: “حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون هناك في وسطهم” مت 18/ 19.
معنى الطقس فوائدة وحكمتة :
كلمة طقس ليست عربية لكنها من الكلمة طاكسس وهى كلمة يونانى تطلق على نظام العبادة أو نظام العلاقة بين الإنسان والله
كلمة طقس : معناها ترتيب أو تقليد أو نظام العبادة أو تنظيم العلاقة. هى كلمة فريدة تفرد علاقة الإنسان بالرب.فعلاقة الإنسان بالرب تختلف عن أى علاقة أخرى أو أى نظام آخر.
وفى الحقيقة النظام وصية إنجيلية أو وصية رسولية وهناك إصحاحات كاملة تتكلم عن النظام. وكلمة نظام العبادة أو النظام فى العبادة عكس التشويش أو التداخل. والكتاب يقول إلهنا إله نظام أو إله سلام فالنظام يوجد السلام لكن الفوضى تضيع السلام .
أهمية النظام :
1-النظام يمنع التشويش :
تخيلوا عدم وجود نظام فى الكنيسة فماذا كان يحدث هناك يكون تشويش وعدم نظام.
2- النظام يؤكد وجود الخالق :
نظام الطبيعة ،إتجاه النجوم ، دوران الأرض حول الشمس ،كل ما يكتشفه العلماء بخصوص الطبيعة تكشف عن وجود الخالق،سماء الجلد الشمس والنجوم والقمر حتى المزمور يقول السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه من حيث النظام.من يدرس السماء والحركة التى بها يشعر بوجود خالق ممجد وسط الخليقة . الله ضابط الكل يضبط كل شيئ.
أيضاً النظام فى جسم الإنسان ودقة الأجهزة التى فيه.هناك فرق بين الكلية الطبيعية والكلية الصناعية مثلاً الكلية الصناعية جهاز ضخم بينما الكلية الطبيعية حجمها صغير وتؤدى نفس الدور، وهكذا القلب الصناعى والقلب الطبيعى، الكمبيوتر والعقل البشرى هناك فرق كبير كل هذا يمجد الخالق.
وكلمة العقل صفة من صفات الروح ربنا أوجد للجسد خلايا المخ لكن العقل إمكانية تخص الروح.
طاقات الإنسان الروح، فالعقل، فالعاطفة، فالنفس، فالجسد. الروح والعقل معاً والنفس والجسد معاً والعاطفة إما أن تنحاز إلى هنا أو إلى هناك.هذا نظام.
هكذا أيضاً نظام البناء هناك التصميم ثم التنفيذ الأساسات وما فوق الأساسات.لا يستطيع أحد أن يعمل العمدان دون القواعد الخرسانية وهكذا.النظام فى كل شيئ.
النظام أيضاً فى الجيش الرتب والحرب وما فيها من نظام الهجوم والدفاع واشتراك الأسلحة معاً والكتائب المتخصصة أسلحة متخصصة وهكذا.
النظام فى المجتمع أيضاً التخصصات المتعددة فهناك أختلافات تظهر تعددية معينة. كل تخصص يقدم إمكانيات وقدرات وله مجالات كثيرة.كلمة مجتمع أى مكان يجتمع فيه تخصصات كثيرة وامكانيات كثيرة ومواهب كثيرة .
أيضاً النظام فى الكنيسة هناك الرتب الكنسية والمسؤليات فى الكنيسة هناك الرعاة والرؤساء والرعية والمواهب التى يمنحها الروح القدس حتى نسمع فى الكنيسة يقول سبع طغمات كنيسة الله. سبع طغمات من الدرجات الثلاثة الشماسية فيها ( الأبصالتوس والأغنوسطوس والإيبيذياكون والدياكون) الأرشيذياكون درجة إدارية لا نحسبها ودرجة القسيسية فيها القس (شفيع) القمص درجة إدارية. ودرجة الأسقفية الأسقف ورئيس الأساقفة. المطران إذ لم يكن معه أساقفة مساعدين فيكون مثل الأسقف إذا كان معه أساقفة تساعده فيكون رئيس أساقفة.إما المطران أو البابا البطريرك كرئيس أساقفة.هؤلاء سبع طغمات كنيسة الله وهى الطغمات الخادمة.
هناك طغمات أخرى الرهبان والراهبات والعذارى والأرامل والمكرسين والمكرسات أنماط حياة روحية داخل الكنيسة أو ما يسمى بمناهج الحياة داخل الكنيسة.وهكذا تسير الكنيسة وفق نظام.
حتى فى الكهنوت هناك الكهنوت فى القديم والكهنوت فى الجديد.قبل موسى كان رب الأسرة هو كاهن الأسرة أيام إبراهيم يعقوب وأسحق ونوح ماقبل موسى من آدم إلى موسى .بعد موسى أصبح هناك سبط لاوى نظام . والكهنوت مرتبط بالذبيحة والمذبح تجد مذبح النحاس للذبائح الحيوانية ومذبح البخور من الذهب للذبيحة الروحية والآن نسمى مذبحنا بالمذبح السماوى.لأن الذبيحة التى تقدم عليه جسد ربنا يسوع المسيح ودمه هذه ذبيحة سماوية ناطقة.
(1كو 11 : 22 ،34 ) (1كو 14 :13 ) هذه إصحاحات توضح أهمية النظام الروحى داخل الكنيسة.
بعض فوائد عملية للطقس :
1-تثبيت الإيمان :
لأننا من خلال الطقس نحن نعيش الإيمان الذى نعرفه نعيشه عملياً.ما فى ذهننا من عقيدة نعيشه من خلال الطقس. مثلاً المعمودية دفن مع المسيح وولادة من الماء والروح وصبغة مقدسة لذلك نحن نغطس ،من غير تغطيس لا ينفع حتى أننا نسمى عيد عماد المسيح عيد الغطاس.فهنا نفهم أن المعمودية مرتبطة بالتغطيس.أيضاً المعمودية هى خروج من مملكة الشيطان.لذلك نعمل جحد للشيطان فإذا كانت المعمودية عهد مع المسيح فالطقس ننظر للشرق ونعلن إيماننا للمسيح وفى النهاية يلبس الزنار الأحمر بعد ترديد قانون الإيمان إشارة إلى الأرتباط بدم المسيح.نظام يجعلنا نعيش الإيمان المرتبطين به.
2-الطقس يملئ الشعور واللاشعور :
البخور والشموع والأيقونات تملئ نفسية الإنسان السجود أمام ربنا الأيقونات الألحان كموسيقى أيضاً كلها تملئ شعور الإنسان وبالتالى اللاشعور أيضاً.الألحان والموسيقى تؤثر على الناحية النفسية للإنسان لذلك نجد بعض أشياء نفسية فى العبادة مثل الخشوع، والخشوع حالة يدخل فيها الإنسان نتيجة تسبيح ونتيجة العبادة فترات طويلة.الخشوع هو الإحساس بالإنسحاق والتذلل أمام الله. فالخشوع، الجسد يسجد، والروح تخشع، والنفس تتعزى. هذه هى كلمة الخشوع فى العبادة الروح والنفس والجسد يشتركوا فى العبادة وهذه كلها تأثيرات روحية نفسية تؤثر فى الميول الشخصية.ولذلك تواتر العبادة تجعل الإنسان ينصلح من الداخل مجرد أن تأخذ إنسان منحرف شرير وتضعه فى جو روحى فيه عبادة متواترة ينصلح من داخله،تؤثر فى الميول الشخصية،تكسب الإنسان مخافة ربنا.أو الخوف من الدينونة.أيضاً الأحترام والتوقير للأسرار ولأماكن العبادة.كل هذا تحت بند الخشوع الأحاسيس التى يشعر بها الإنسان تتأثر كثيراً بالعبادة.المشاعر تظهر فى الأنفعالات فى العبادة،مثل الدموع فى العبادة كل هذا يحتاج إلى نظام ،نظام العبادة كلمات وألحان وحركات ،كلمات ملحنة مع حركة.تحكم الشعور وللاشعور للإنسان.
أيضاً من ناحية تأثير الطقس على الجسد . الألوان مثلاً نستخدم الألوان لكى يشعر الإنسان بالجو المحيط به. مثلاً اللون الأسود نستخدمه فى أسبوع الآلام ليس لكى نحزن على المسيح.فهو الذى قال لبنات أورشليم لا تبكين على بل أبكين على أنفسكن وأولادكن وهذه وصية للكل الإنسان يحزن على خطيته ولا يحزن على المسيح. لأن المسيح كان فيه مجد القيامة حتى وهو داخل الآلام لكن هم كانوا عايشين فى الخطية. اللون الأبيض يستخدم فى القيامة والخماسين إشارة للمجد.
أيضاً من المواد الملموسة التى تؤثر فى الجسد (مواد الأسرار) مادة السر الزيت، المياه، الخبز، الخمر.إذاً الإيمان الحس والشعور والجسد كله يتأثر بالطقس.
لذلك الراهب أول ما يدخل الدير يجعلوه فى جو المجمع دائماً شغل وصلاة وتسبيح راحة قليلة أكل قليل فيندمج فى الجو الروحى وينسى ويموت عن الحياة الأولى.
عموماً الدين هو شعور باطنى يظهر فى حياة الإنسان.ولذلك الصلاة من ناحية رفع اليد، رفع العين، السجود، الجسد يشترك. الصوم أيضاً أنقطاع عن الطعام،تناول أنواع معينة من الطعام والصوم يمنح التذلل ونقاء النفس.
أحياناً نقدم بعض التشبيهات المادية لكى نصور أشياء لاهوتية.مثل (فكرة التجسد) أحياناً نشبهها بالموجات الكهرومغناطيسية التى تتجسد على شاشة التليفزيون. الموجات تتجسد ولا تنقص بدليل إن أتيت بأى عدد من الأجهزة تظهر نفس الصورة وتسمع نفس الصوت.معناها أنها لا تقل، وذلك الله عندما تجسد لم يقل.
بعض الناس تسأل كيف أن ربنا يتجسد ؟ كيف يحد الجسد الله ؟ هو لا يحده .والدليل هل التليفزيون يحد الموجات، الموجات أى عدد من الأجهزة تتجسد فيها ولا تقل ولا تحد.
فكرة الثالوث أيضاً نشبهها بالشمس قرص الشمس والأشعة والحرارة. والثلاثة شمس واحدة القرص يولد الأشعة وتنبثق منه الحرارة تجد الحرارة فى الأشعة فى القرص وهكذا.
3-يفيد فئات معينة من الشعب :
الترانيم والألحان : تفيد الأطفال التى تشرح بعض معانى أريوس كان يستخدم الترانيم لكى ينشر فكره الهرطوقى.
الـرســوم : جمع رسم ال
ترانيم والرسومات تجسد معانى معينة صور الأعياد السيدية، رشم علامة الصليب. اللبس التونية، الشورية ومعانيها، القربانة ورموزها.فالطقس يفيد جداً الأطفال.
تمثيلية القيامة : تفيد جداً البسطاء من الشعب . الناس تحب جداً تراها لأنها تقدم فكرة القيامة بشكل بسيط. أول شيئ فى تمثيلية القيامة إطفاء النور شيئ ملموس،إطفاء النور يشير إلى إنتهاء اليوم السابع الذى نعيش فيه.الجزء الأول التأكد من القيامة (المسيح قام، بالحقيقة قام) المعنى الثالث فى الجزء الثانى من التمثيلية دخول المسيح داخل الأبواب الدهرية. الذين يقولون أفتحوا أيها الملوك أبوابكم هؤلاء يشيروا للملائكة الذين كانوا صاعدين مع المسيح، والذين يردوا عليهم ويقولوا من هو ملك المجد هؤلاء هم الملائكة حراس الأبواب.الملائكة لايعرفوا كل شيئ هم يعرفوا أن الأبواب الدهرية لا تفتح إلا فى نهاية الدهور فسمعوا من يقولوا أفتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتغعى أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد فبيسألوا من هو ملك المجد يقولوا الرب العزيز القوى الجبار القاهر فى الحروب هذا هو ملك المجد فتفتح الأبواب ويدخل وتضاء الأنوار إشارة لبداية اليوم الثامن.
تمثيلية القيامة تبين إرتباط الطقس بالبسطاء من هنا يفهموا القيامة. لماذا لا نضئ النور عندما قال المسيح قام لماذا نضئ النور عندما يقال دخل المسيح إلى داخل الأبواب الدهرية وهذا فى الصعود ما إرتباط صعود المسيح بنا ؟ الكنيسة تربط قيامة المسيح بقيامتنا فيضاء النور مع ذكر قيامتنا أن المسيح دخل كسابق لنا فتضاء الأنوار إشارة إلى بداية اليوم الثامن عندما ندخل نحن وليس عندما دخل المسيح. المسيح دخل من ألفين سنة والعالم لم ينتهى. لم ينتهى اليوم السابع، لكن نهاية اليوم السابع بدخولنا نحن داخل الأبواب الدهرية .
حكمة الطقس : يستفيد منها البسطاء و الحكماء والعلماء من خلال مغزى الطقس أو الحكمة منه والمعانى. الطقس من أوائل الأشياء التى حافظت على التسليم أو التقليد الكنسى. التقليد نحن نعلم أن جزء كبير منه شفاهى لم يسجل لذلك نحن نعتبر الإنجيل ليس هو المطبوع لكن الإنجيل هو التقليد التى أستلمته الكنيسة عبر الأجيال وهذا هو التعبير الذى أستخدمه معلمنا بولس الرسول (1 كو 11 ) سلمتكم ما قد تسلمت. تسليم شفاهى. لذلك فى الكنيسة الكبار يستفيدوا والصغار يستفيدوا الكل يأخذ بحسب ما يحتاج.هذه مقدمة بسيطة عن أهمية النظام