أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / أجمل إكتشافاتي هي أمّي ؛ يقولُ إبنُ الله

أجمل إكتشافاتي هي أمّي ؛ يقولُ إبنُ الله

أجمل إكتشافاتي هي أمّي ؛ يقولُ إبنُ الله

 ألشمَّاس يعقوب إسحاق متي

أجمل ما إكشفتُ على ألأرضِ هي أمّي ! يقولُ إبنُ الله؛ إشتقتُ إلى أُمّ، فإخترتُ أُمّي قبلَ أن تحملَني في أحشائها، كان لي أكثر إطمئناناً. أنا حقاً إنسانٌ كباقي الناس، لن أعُوزَ شيئاً بعد ألآن، لأنّ لديّ أمٌ حقيقية، هذا ما كنتُ أسعى إليه من زمان.

أمّي تُدعى مريم، يقولُ إبنُ ألإنسان، نفسُها نقيّة وممتلئة نعمة وقداسة ( لو ١: ٢٨ )، وقلبُها عفيفٌ وطاهر يشعُّ منه نورٌ وبهاء، لمْ أملّ قطُّ على ألأرض من النظرِ إليها والإعجابِ بها.

جميلةٌ هي أمّي  ومباركةٌ في ألنساء، يقولُ إبنُ الله، إنني تركتُ روائعَ ونعيمَ السماء، فلم أجدْ نفسي غريباً بالقربِ منها. مع ذلك أعلمُ إذا ما حملَتْها الملائكةُ على أياديها لن تُضاهي تعبَ ذراعيّ أمّي واهتمامَها وعنايتَها بي.

منذُ أن صعدتُ إلى ألسماء، إشتقتُ إليها، إشتاقتْ إليّ، لقد إنتقلتْ وإنضمّتْ إليّ مباشرةً بروحِها وجسدِها. هذا ما كان يليقُ أن أكرّمَها به. فاليدان أللتان إحتضنتا إبنَ الله، لا يجوز أن تتوقفا وتذبلا. والعينان اللتان شاهدتا إبن الله، لا يمكن أن تمكثا مغمضتين وزائلتين. والشفتان اللتان قبلّتا إبنَ الله، ليس ممكناً أن تتجمدا وتضمحلا، وجسدُها الطاهر الذي وهبَ جسداً لإبن ألله، غير جائز أن ينحلّ ويمتزجَ بالتراب.

فما أعظم الله آلآب! وانا إبنُه، وأنا المسؤولُ والآمرُ أيضاً” أنا في آلآبِ وآلآب فيًّ ” ( يو ١٤ :١١ ). قمتُ بهذا ألعمل لأجل إخوتي ألبشر لكي تكونَ لهم أمٌ في ألسماء، أمٌ حقيقية من لدنهم بالنفس والجسد،أمٌ تتبعهم بعينيها من العلاء، أمٌ تُحبُهم من صميم قلبها. وهذه ألأمّ هي أمّي التي تنظرُ إليّ بنفسِ العينين، وتُحبني بنفسِ القلب. فإذا كان البشرُ أذكياءَ يغتنمون هذه الفرصة ويستفيدون من كلِ ذلك. يجب أن يعوا جيداً أنني لا أستطيع أن أرفضَ أيَ طلبٍ منها مهما كان، لأنها أمّي. صدّقوني !

حكايةٌ معرّبة عن ألفرنسية

يُحكى أنه أثناء ألدينونة ألأخيرة في ألسماء، كان ميزان هامة ألرسل التلميذ بطرس، موضوعاً أمام ألباب، ولكونه متشدداً، أضحى دخول الناس إلى ألسماء قليلاً جداً.فما لبث ألتلميذ أن تباغتَ بمفاجئة مدهشة، عندما دخل بدوره بعد إتمام عمله، شاهد ألسماء مكتظة بالجموع الغفيرة، ويستمر الولوج إليها بإزدياد عجيب.فلم يفهم شيئاً عن هذه ألظاهرة الغريبة التي أربكته كثيراً.ثم ألقى في الحال نظرة فاحصة على ما يحصل حواليه، فأبصرعن بُعد ملامح غير واضحة لشخصٍ يأذنُ بدخول الناس من ألنافذة. إمتعض ألتلميذ من هذا ألعمل ألغريب، فتقدم مُسرعاً نحو هذا  ألإنسانٌ الذي أقدمَ على إختراق القوانين ألمرعية، وفجأة  توقف إندفاعه لمّا تبين له وعرف تلك ألتي توافق على الدخول إلى السماء، كانت العذراء مريم ” والدة الله، أم يسوع ” وبمساعدة مسبحتها الوردية الطويلة التي مدّتها إلى ألأرض، كانت تسمح للذين يتعلقون بها بالدخول من ألنافذة وتمدّ لهم يدَها بعطفٍ وحنانِ ألأم الرؤوف. حقيقة تراجع الرسول بطرس عن غضبه وعاد أدراجه إلى عمله، فهل يا تُرى من يتجرأ أن يُعارضَ أمَّ المسيح، ملكةَ ألكون !

لذا نحن أيضاً، عوضاً عن إخفاقنا في قدرتنا على العبور من الباب العظيم للقداسة، لنتشبث بمسبحتنا الوردية المقدسة، ونوطّد تقوانا بإكرامنا لإمِّنا مريم دائمة ألبتولية ألتي تمنحُنا الشجاعة أللازمة لنقولَ معها “نعم لله” في كلِ ظروفِ حياتِنا.  

أيتها ألعذراء مريم، يا أمَّ المسيح وأمّنا الحنون – نتضرع إليكِ أن ترافقيننا في حياتنا ألأرضية الشاقة والأليمة. ولنا ألرجاء بصلاتِنا معكِ أن يرحمنا الله ويُسبغ علينا ألنعم والبركات، كما كان في عرس قانا ألجليل (يو ٢ : ١-١١ ). فلكِ ألطوبى إلى ألأبد.آمين    

عيد إنتقال أمنا ألعذراء مريم بالنفس والجسد إلى ألسماء مبارك للجميع.

تورونتو  ١٥ / ٨ / ٢٠٢٢

 

 

عن Maher

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.