أخبار عاجلة

جذور قاضي

جذور قاضي

المطران حبيب هرمز

 انه القاضي كعب بن سور بن بكر بن عبدالله الأزدي. كان مسيحيا من مسيحي اليمن ثم اعتنق الإسلام. وقد وصفه مؤلف كتاب تراجم الرجال بأنه الشخص العامل للخير والصلاح. تميز بشجاعته وحل مشاكل الناس في نفس الوقت حيث كان اول قاض عينه الخليفة عمر بن خطاب (الذي تولى سنة 634م) على البصرة بعد تأسيسها بسنتين. وحسب كتاب اخبار القضاة كان مستشارا قضائيا اثار اعجاب القضاة عندما كانوا يعرضون قضاياهم عند الخليفة عمر فكان يحول مشاكلهم اليه وعينه قاضيا للبصرة.

وحتى في عهد الخليفة عثمان بن عفان عين قاضيا للبصرة مرة ثانية لطلب الناس كونه يقضي بجدارة ومحبة للناس مسلمين ومسيحيين ويهود.

لقد أثرت جذوره المسيحية على حياته ففقدها حيث تقول المصادر انه كان متواضعا طالبا حقن الدماء بين المسلمين فسعى الى السلام. ولكن دفع ثمن ايمانه بالسلام الى حد انه قتل بدم بارد.

هو كان لا يرغب بالمعارك ربما لأنه شارك في معارك سابقة وشعر اثناءها بعمق هول المعركة حيث يسقط الرجال على الأرض مضرجين بدمائهم.

كان القاضي كعب يقضي في بيته ولم يطلب له مقر. وكان وهو قاضي يطلب من المسيحي (أو اليهودي) عندما تكون لكل واحد منهما مشكلة مع مسلم او اي شخص ان يذهب المسيحي الى الكنيسة (واليهودي الى المعبد) كي يضع الإنجيل (أو التوراة) فوق رأسه كي يقبل قسمه.

في بداية مفاوضاته قبل معركة الجمل كان يتهم من قبل البعض بأنه يميل الى طبيعته المسيحية ولكنه لم يبال بل استمر في نهجه السلمي.

وفي سعي الى السلام ذهب من البصرة الى المدينة اي قطع مسافة 1237 كلم كي يقنع السيدة عائشة زوجة النبي لتجنب المعركة ففشل في مساعيه حيث اضطر الى الرجوع الى البصرة.

وفي خطبه سعى الى حقن الدماء فأتهم بأنه مسيحي حيث قال له صبرة بن شيمان سيد الأزد: “اسكت إنما أنت نصراني صاحب ناقوس وصليب وعصا..”

لذلك اضطر قاضينا الى الوقوف وسط المتحاربين في معركة الجمل فقتلوه بسهم وكانت سنة 656م.

لقد مدحه الأمام علي بن ابي طالب وهو واقف بجانب جثته قائلا: “والله ما علمت ان كنت الا صلبا في الحق قاضيا بالعدل”. وقد مدحوه قضاة البصرة فيما بعد.

هذا درس من دروس التاريخ التي نادرا ما يشار اليها تكشف عن جوهر الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله. رغم كونه قد تحول الى الإسلام لكن ابقى في فكره ما قرأه في الإنجيل من تطويب يسوع المسيح لفاعلي السلام والحكم بالعدل وغيرها من القيم المسيحية الخالدة.

النص من كتابي عن المسيحية واليهودية في الجنوب.

+++

عن patriarchate

شاهد أيضاً

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم في ضوء الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة 12-18 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.