أخبار عاجلة
الرئيسية / المقالات / خاطرة – مدينة الموصل

خاطرة – مدينة الموصل

أيتها المدينة، التي كانت تحتضن أبنائها الاولين الذين كانوا النواة الاولى لتأسيسها، أيتها المدينة التي كانت تحتضن في ارضها أقدم الكنائس قبل أي معبد آخر أسس عليها يدعو للتوحيد بالله. يا مدينة السلام التي فقدت شعب السلام، شعبك الأصيل قد أخرجوه منك، وما باليد حيلة، شعبك الذي تمتد جذوره إلى أعماق أعماق أرضك الخصبة قد إنتشلوه مثلما تنتشل الزهرة من جذورها لكي لا تنبت من جديد. يا مدينتي التي ولدتُ فيها، وترعرعت فيها ولعبتُ في أزقتها، واستنشقتُ رائحة بخور كنائسها، وتعلمتُ في مدارسها. هل سوف يأتي يوم ونسمع قرع أجراس كنائسك مثلما ما تعودنا سماعها في الصباح. يا مدينة الموصل لم يبقى هناك من يوّصل بيني وبينك بعد الآن، فعباد الدم ووحوش العصر وتجار الدين قد إغتصبوكِ وأوصدوا أبوابك، والناس الباقين فيها الذين يدعون أنهم أهلكِ قد تركوكِ للوحوش. يا مدينة الموصل، أيتها المدينة التي ولدت رجالاً وما أعظَمَهُم من رجال. قُم يا بطريرك مار يوسف توما من قبرك وشاهد مالذي يفعله احفاد الذين آويتهم أثناء مجاعة سنة الليرة، قم يا مطران سليمان صائغ وانظر مالذي فعله هؤلاء الذين دونت وحفظت تاريخ الموصل وتاريخهم، دوّن الآن هذا في التاريخ فلن تكفي أوراق العالم لتدوّن تاريخ المسيحية بعد تهجيرهم، ولم يبقى للمسيحي بعد من تاريخ يدوّن فيها. ها هي جدران كنائسكِ عارية يا موصل، هاهي قلعتك ستُغتَصَبُ من جديد، ولا من مسيحي يقف ويدافع عنكِ مثلما ما حصل أثناء غزو نادر شاه، ها هي بيوتك وازقتك فارغة من الحياة، فلم يبقى فيها من اطفالٌ يحملون وسم العماد تلعب وتمرح هنا وهناك، هل سيأتي يوم ويرفع الصليب عالياً فيك؟ هل سيأتي يوم وتفتح أبواب كنائسكِ للصلاة من جديد؟

الشماس الاكليريكي
سامي يوحنا مرخايا

عن Yousif

شاهد أيضاً

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة

مسحة المرضى، سرّ من أجل الحياة الاب أدّي بابكا راعي كنيسة مار أدّي الرسول في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.