أخبار عاجلة
الرئيسية / اخبار البطريركية / قراءة وتطلعات عن واقع الرابطة والأحزاب الكلدانية

قراءة وتطلعات عن واقع الرابطة والأحزاب الكلدانية

قراءة وتطلعات عن واقع الرابطة والأحزاب الكلدانية

الكاردينال لويس روفائيل  ساكو

لكون المقال يتصل بالشأن السياسي، لا بد من التذكير هنا كما في السابق، أن الرئاسة الكنسية، حيثما كانت في الشرق الاوسط او مجلس الاساقفة في دول العالم الغربي، تضطلع ضمن مسؤولياتها كلسان حال الكنيسة المحلية بمتابعة ما يخص الشأن العام للبلاد التي يعيش فيها شعبها بما في ذلك المطالبة بحقوقه ومتابعتها.. يقول الكردينال مارتيني: “بحق ان اكبر عمل محبة هو السياسة، عندما تُمارس من اجل نمو الخير العام والأمان الحقيقي والخير الأعلى وهو السلام,”  هذا ما يقوم به البابا  فرنسيس ومعظم البطاركة ورؤساء المجالس الأسقفية في العالم. رجل الدين يتحدث في الشؤون العامة التي res publica تخص   الكنيسة والوطن  والمجتمع من دون ان يتحزب لاحد.

هذا ما دعاني الى هذه القراءة مع تطلعات مفعمة بالرجاء.

 لقد احتفلت الرابطة الكلدانية بمرور الذكرى السابعة لمؤتمرها التأسيسي الذي انعقد للفترة من (1-3 تموز 2015) في مدينة عنكاوا / اربيل . تأسيسها هدف لحمل الاماني وتطلعات الكلدان في داخل العراق وخارجه وربطهم مع بعضهم من خلال القيام بنشاطات وفعاليات اجتماعية وثقافية..

هذا كان على مستوى الرابطة  التي تم تأسيسها بتشجيع ورعاية من الكنيسة الكلدانية، على غرار قريناتها في الكنائس البطريركية الاخرى في المنطقة. أما على نطاق الحراك الشعبي فإن المجلس القومي الكلداني تأسس عام 2002 . وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلدان تأسس بشكل رسمي عام 2003 كمنظمة قومية.  الحزبان هدفا الى الاهتمام بالشأن الكلداني وتوعية الكلدان بهويتهم القومية والمطالبة بحقوقهم ومشاركتهم في العملية السياسية.

 لعدة اسباب، منها الظروف الامنية السيئة، وطبيعة انتماء بعض الأشخاص الى هذه التنظيمات الثلاثة إذ تصوروها بقرة حلوبا يمكن الاستفادة منها، فيما أراد آخرون الصعود على اكتفائها للحصول على منصب حكومي مهم، او من ناحية أخرى، السطو عليها وانتقادها عندما ليست على مرامهم. لكني أرى أن السبب في هذا الواقع الدقيق، هو فقدان التمويل.. مما حال دون ممارسة هذه الكيانات لنشاطها وفعالياتها بين جماهير الكلدان بشكل فعال وواسع…. أمام تساؤل مشروع: كيف تحقق هذه المنظمات هدفها وطموحها  من دون ان يكون المال.. الكنيسة ساعدت قليلا بحسب امكانياتها، لكن ليس لها القدرة على الاستمرار بذلك بيبب مسؤولياتها الراعوية والانسانية الاخرى تجاه شعبهافي هذه الظروف الصعبة والمعقدة.

ومع التأكيد أن لهذه التنظيمات أهدافًا سامية، لكن الكلدان وخصوصا الأثرياء لم يقدموا لها شيئا يُذكر. ولمطالعة هذا الواقع ثمة جدلية ملفتة للنظر: المنخرطون في الاحزاب، يحملون تطلعات قومية متباينة العمق والمسؤولية ولكن قلما يمتلكون موارد او محاور تمويل… وفي الوقت عينه فإن الاثرياء من أبناء شعبنا ومع ما توفر لهم من وجاهة في الشأن الاجتماعي ومنهم من تحركه الغيرة تجاه دعم الفقراء والأعمال الكنسية الخيرية، إلا أنهم لم يحركهم وازع الاضطلاع بالنشاط  القومي والسياسي الحزبي دعمه لصالح الشعب. كل هذا ألقى بظلاله على واقع العمل الحزبي والاجتماعي ( الرابطة) لشعبنا الكلداني وحقوقه. لذلك فإن بعض الأحزاب حصلت على تمويل من جهات سياسية فرضت عليها اجندتها ولهذا السبب التعيينات محصورة بالموالين وكذلك الكوتا. والسؤال الذي أطرحه هنا من موقع المسؤولية في الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم: من، يا ترى، يمثل الكلدان ويدافع عن حقوقهم؟ وبتواضع اقول: لولا موقف البطريركية واساقفتها  ومبادراتها لكان الوضع بائسا. … الكنيسة الكلدانية بذلت جهودا مضنية لجمع المعونات من الجمعيات الخيرية والكنائس في العالم لمساعدة المهجرين قسرا من بلداتهم، وبعد التحرير، كان لها الدور  الأساسي في عملية بنائها ولولاها لكانت كرمليس وتلكيف وباطنايا و باقوفا وتللسقف مهجورة من سكانها الاصليين..

هذا الواقع يدعوني لأن اتمنى بأن يتحسس الاثرياء الوضع الذي يعيشه الكلدان في العراق واناشدهم لمد يدهم بسخاء  لمساعدة المحتاجين والتبرع لإنعاش منظماتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية، وايضا لإنعاش بلداتهم التي هي تواصل مع تاريخهم وذاكرة شعبهم في سهل نينوى وقرى دهوك وزاخو ..

أجل أيها الأحبة، إن الغنى بركة ونعمة. ولما  نشارك الاخرين  الذين هم بحاجة الى الدعم والمساندة والتحفيز من اجل البقاء والتواصل والخدمة سوف يبارك الله مال المعطي ويفيضه اضعافا. ألم يقل  مار بولس: “المعطي بسرور يحبه الله” (2 كو 9: 7). كذلك قول  الفيلسوف الروماني شيشرون: “لا يكون الانسان قريبا من الله الا عندما يفعل الخير لقريبه”. فلنستخلص بارتياح هذه العبرة الإنسانية في رفعة الشعوب: من يفعل الخير يدرك أنه يشارك في محبة الله، وهنا تكمن ثروته. بكل سرور اشير الى مبادرة بعض المستثمرين بفتح معامل لهم في كرمليس والقوش مما يمتص ازمة العاطلين عن العمل.

وبعد، أنه من الأهمية بمكان أن يُعالج الكلدان هذا الوضع بأسلوب ملائم ويناقشوا هذه المشاكل بهدوء ومسؤولية، وثقة. ولما لا، قد يكون من الافضل دمج الاحزاب الكلدانية في تنظيم واحد اسمه ” الجبهة الكلدانية” مع الحفاظ في داخل الجبهة او الهيكلية المقترحة، على كاريزما تلك الاحزاب وقادتها ضمن محاور مثل: الخط القومي، الخط الديمقراطي،  الاهتمام بالثقافة واللغة والتراث وروح التعبئة الجماهيرية وسواها.  كذلك ضروري  ان ينشأ صندوق تمويلي كلداني وكنا قد طرحناه في السينودس عام 2021 ،  يدار بحرفية من جهة نزيهة وشفافة  لدعم الحراك في الشأن المتصل. انه مجرد رأي.

 مع فائق محبتي

عن Maher

شاهد أيضاً

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم

مسيحيو الشرق “كنز” ينبغي المحافظة عليهم في ضوء الجمعيّة السينودسيّة القاريّة للكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة 12-18 …

8 تعليقات

  1. غبطة ابينا الباطريرك
    احترامي وتقديري
    مهم جدا دعم الاغنياء لتنظيماننا الكلدانية، وكلي ثقة بأن اغلبهم لن يقصروا أن وجدوا اشخاص على قدر كافي من المسؤولية لقيادتها
    اما عن الرابطة، فبالرغم من كل ما قدمته لاجلها، إلا انه لن يكون لها دور قيادي ابدا او ممكن ان يقبل الكلدان ان تمثلهم، ليس بسبب ضعفها اداريا فحسب، بل لأن الاكليروس ابوا أن يدعموها، بل على العكس تماما، كون لا مصلحة شخصية لهم منها.
    مشكلة شعبنا هو كنسي اكثر من اي شيء اخر، وللاسف نحن لا نملك سوى القلة القليلة من الغيورين عل اسمنا سواء من جانب الاكليروس او تنظيماتنا القومية، وحتى من الكثير من الكتاب أيضا المحسوبين على النشاء القوميين.
    احترامي مجددا

    • أخي زيد،
      شكرا على تعليقك. الشؤوون القومية ليست من عمل الاكليروس، نحن كنيسة ونحمل رسالة انجيلية لكل الناس وهذا همنا ليل نهار بنفس مشاعر المسيح والا نخون رسالتنا، اما العمل القومي فهو شأن العلمانيين. احيانا اتدخل شخصيا في الشؤون السياسية للدفاع عن المظلومين وليس من اجل مصلحة شخصية. من المؤسف ان ليس للكلدان شعور قومي ولا حس بالمسؤولية، بل مرات شعارات فارغة وتخبط وجهل مثلما يفعل البعض وتعرفهم! بعض الاغنياء يبذخون على امور تافهة، لكن من اجل اظهار الذات وفي سبيل المجد الباطل.. كان بامكانهم اجتراح معجزة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المسيحيون في العراق. قرانا بائسة وبسبب الجهل الناس ينتمون الى الاحزاب : الشيوعية، والاشورية والكردية و الشيعية. وفي الخارج الوضع مشابهٌ! . كم كلداني في الخارج يحارب الكلدان بسبب قوميتهم… اهالي القرى منقسمون ومثال على ذلك القوش( العظيمة).. الخلل هو في العلمانيين الاتكاليين، وليس في الكنيسة التي هي اليوم حاضرة بقوة في الداخل والمحافل الدولية.. من مد يده للرابطة، على العكس حاربوها وسموها ربطة ساكو!! اني اسستها، لكنها حرة في توجهاتها ونشاطها. ولا اتدخل. احيانا اساعدها من راتبي البسيط… هناك اعضاء بديعون يريدون العمل، لكنهم فقراء ليس لهم المال.. السفهاء الذين يحاربون الرابطة مدفوعة اجورهم!! الله يكون في عون الكلدان!!! مع محبتي
      البطريرك

  2. الشماس عوديشو الشماس يوخنا

    بارخمور سيدنا المبجل اؤقبل الايادي الكريمة المشكلة الرئيسية هي في بعض الكلدان في المهجر اللذين يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة وحتى في شؤون الكنيسة وفي عمل الاكليروس ويهاجمون الرابطة باستمرار نواياهم والغاية من انتقادهم للرابطة والاكليروس باتت معروفة للجميع وفي الاخر سوف يخزيهم الله وهم الخاسرون وانا على يقين تام بان مسيرة الرابطة الكلدانية العالمية سوف تنجح ليس بالدعم المالي الذي يقدم لها عن طريق بعض الميسورون ان وجد وانما على ايمانها وثقتها برجالها الاوفياء والمخلصين والرب يبارك الجميع / تقل احترامي

    • الشماش عوديشو المحترم
      ألف شكر على دعمك ومساندتك للرابطة وخصوصا على ثقتك بالمستقبل. بصراحة ليس امامنا سوى دعم الرابطة ، فهي مؤسسة مستقلة تهدف الى خدمة الكلدان لا سيما الذين هم في الداخل ورفع معنوياتهم ومساندتهم وتوعيتهم بهويتهم.
      الله يباركك ويجميك
      البطريرك

  3. غبطة البطريرك الكاردينال لويس ساكو الكلي الطوبى
    سلام المحبة
    ألكنيسة , بحسب رأيي المتواضع, هي المؤسسة الوحيدة التي تمثل الكلدان سواء المؤمنين أو غير المؤمنين. ألجميع, عموماً, يحتاج إلى الخدمات الكنسية بطريقة أو بأخرى. يضيع الكلدان بالمفهوم القومي بسبب أن من الكلدان من يعتبر نفسه عربياً أو كردياً أو تركمانياً. لكن طقسياً هم جميعاً كلدان بغض النظر عن المشاعر القومية لأي منهم. من هذا المنطلق لا توجد مؤسسة كلدانية تمثل جموع الكلدان سواء الرابطة أو الاحزاب. لكن الكنيسة هي الخيمة الجامعة للكلدان. لذلك تفضل الأغلبية سواء الأغنياء أو الفقراء منها دعم الكنيسة بشكل أو بآخر. يتحفظ الكثيرون من دعم الرابطة أو الأحزاب لقناعتهم بأن المسؤولين عليها, بصورة عامة, لا همّ لهم غير خدمة مصالحهم الذاتية وتحقيق أمجاد دنيوية شخصية, وأي منها لا تمثل إلا فئة ضئيلة من الشعب الكلداني.
    كما أن كون غبطته هو من أسس الرابطة لا يعني أنها مصونة من كل نقد أو ملاحظة سلبية. نعم, أنا لا أرضى بإسلوب التجريح والإزدراء بحجة النقد سواء كان المعني مؤسسة أو مجموعة معينة أو مجرد فرد. ألإشارة إلى السلبيات من وجهة نظر كائن من كان يجب أن يتم بالإسلوب الحضاري والأخلاقي, فمن يبتغي الإحترام عليه أن يَحترم أولاً. ألرابطة, عالمياً, أخفقت في تحقيق الأهداف التي من أجلها انبثقت. هنالك مؤسسات عريقة في المهجر ساهمت ولا تزال في لم شرائح كبيرة من الشعب الكلداني أضعاف وأضعاف ما حققته الرابطة. كما أن الكلدان في المهجر لهم كافة الحقوق ويتمتعون بالحرية المتاحة لغيرهم من المواطنين في أية دولة من دول الشتات. إذن المهجر لا يحتاج إلى تنظيم الرابطة. لكن, على العكس من ذلك, أن الرابضين في الوطن الجريح ألذين يئنون من كماشة التهميش والإقصاء بالإضافة إلى الشعور بعدم الامان والإستقرار, وما شاكل من المظالم الحياتية الأخرى, هؤلاء هم من بحاجة إلى تنظيم الرابطة التي تحضى تلقائياً بدعم الكنيسة من جهة, ولكنها ستحضى بالدعم المادي والمعنوي من الاغلبية المستقرة في دول المهجر. من هذا المنطلق الواقعي أقترح إعادة النظر في هيكلية الرابطة الحالية بغية إلغاء العالمية منها والإكتفاء بالرابطة الوطنية بدلاً من ذلك. عندها سيلتف معظم الكلدان حول رابطتهم الوطنية التي تعيش وتتحمل الظروف القاسية السائدة في البلد الام, وستتلاشى الحجج المختلفة التي تحول دون الدعم المعنوي والتمويل المادي من المتنعمين في أجواء بلدان المهجر. حتماً مثل هذا المقترح يتطلب قراراً شجاعاً لوضعه على مائدة الدراسة والتنفيذ, ولكني اعتقد أن هنالك ما يبرره بعد إخفاقات متتالية لأكثر من خمس سنوات مضت عل تأسيس الرابطة العالمية.
    ألأمل أن تلقى مداخلتي هذه إهتمام غبطته وأنا لا تُهمل من قبل المسؤولين على الموقع كم حصل أكثر من مرة سابقاً.
    تحياتي وتقديري

    • الاستاذالدكتور صباح قيا المحترم
      تحية طيبة،

      سوف أقترح على مسؤولي الرابطة، رفع صفة العالمية والاكتفاء بالرابطة الكلدانية كما اقترحت، لكني لست متفائلا بان الكلدان سوف يهبون لدعمها معنويا وماديا.. الكلدان مشتتون، اتكاليون ومدمنون على الانتقاد وليس النقد البناء.. ليكن الله في عونهم
      مع خالص تحياتي
      البطريرك

  4. قداسة أبينا البطريرك

    مقترحكم برفع العالمية من عنوان الرابطة الكلدانية بناءاً على طلب الدكتور قيا، لا يغيّر من الواقع شيئاً، وليس هذا ما يقترحه أساساً الدكتور قيا، اذ يقترح بالغاء فروع الرابطة في العالم أجمع باستثناء العراق، وجعلها وطنية!!! وهذا واضح في مداخلته.

    يقول الدكتور قيا ان النقد يجب ان يكون حضاريا وأخلاقيا. هل التزم الدكتور قيا بمقولته هذه؟ لا بل انتقد الكل في رباعياته، من قداستكم والرعاة والكهنة والافراد. وذهب إلى أبعد من ذلك، بقيامه بالتشهير غير الحضاري وغير الاخلاقي في أحد ردوده، بشخصية معروفة، وعلى الموقع البطريركي !!! ونتيجة لذلك، تم الغاء ردّه والمقال برمّته !!! الذي ينتقد، عليه تقديم البديل ويعمل من أجله.

    • عزيزي سام
      شكرا. أعرف ما يريده الدكتور قيا زاخروزن. ليس ثمة مشكلة في رفع صفة العالمية التي أعتقد غير موجودة في النظام الداخلي، لكنها تبقى لكل الكلدان في العالم والا لا معنى لها..
      مع خالص محبتي
      البطريرك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.