أخبار عاجلة
الرئيسية / اخر الاخبار / نداء الى المكون المسيحي في العراق

نداء الى المكون المسيحي في العراق

البطريرك لويس روفائيل ساكو


لقد رأيت انه من الضرورة بمكان أن اوجه الى المسيحيين العراقيين، في هذه المرحلة المفصلية، نداءً أخويّاً يخصُّ مستقبلَهم الذي اعتبره من أولويات خدمتي. وذلك في سبيل معالجة الوضع الراهن المقلق امام تحديات كبيرة كالتهجير والهجرة، والعودة الى البلدات المحررة، وعملية الاعمار، والتشريعات المجحفة بحقهم كالبطاقة الموحدة والتي لم تعدل!.
 اليوم يتحتم عليهم الا يبقوا متشظين أو متفرجين على المشهد العراقي، بل عليهم ان يُوحدوا صفوفهم، ويتحركوا كما يتحرك الاخرون من اجل ايجاد رؤية موحدة وخارطة طريق مبنية على الواقع بعيداً عن الطموحات غير قابلة التنفيذ. وخصوصا ان نزيف الهجرة متواصل حتى من المناطق الامنة.
لقد حان الاوان ليتبنى المسيحيون مصطلح "المكون المسيحي"، وهذا لا يتعارض مع الهويّات الخاصّة التي تمتدّ جذورها إلى الاف السنين، ولا ينبغي تضييع الوقت في تجاذبات الهويّات؟
     هناك مساحة مشتركة بين المسيحيين، يمكن بسهولة تقريب وجهات النظر، وتقديم ورقة واحدة يتفق عليها الجميع لتحقيق حقوقهم في معاملتهم كما يعامل الآخرون في التشريع والمشاركة والتوظيف واحترام تاريخهم وتراثهم، كمواطنين اصيلين وليس كأقلية عددية، فقيمة الشخص تقوم على كفاءته وعطائه وخدمته.
 من الاهمية بمكان العمل على اعادة تنظيم علاقاتهم مع جميع المكونات الاخرى واستعادة الثقة وروحية التعايش السلمي من اجل إيجاد صيغة إدارية واضحة تحافظ على حقوق كل مكون وخصوصياته وكرامته وحرية تقرير مصيره بعيدا عن اجندة التغييرات الديمغرافية.
كما حان الوقت للتحرك الى المجتمع الدولي خصوصا الولايات المتحدة الامريكية ودول الاتحاد الأوروبي، للمساعدة في عملية الاعمار والبناء وتطوير هذه البلدات، وخلق استثمارات واتاحة فرص عمل لسكانها، لتأمين رزقهم في وطنهم، وتشجيع المهجرين على العودة بعد الضمانات الأمنية والإدارية، وارجاع الممتلكات الى اصحابها، وتعويض المتضررين، واصلاح بيوتهم التي دمرها تنظيم داعش او احرقها او نهب اثاثها، واعادة المدارس والدوائر الى وضعها الطبيعي،
ونحن ككنيسة كلدانية نضع أنفسنا بشكل كامل في خدمة جميع المسيحيين والعراقيين ودعم عملية المصالحة وتعزيز العيش المشترك ومسيرة السلام والاستقرار.

 

عن Yousif

شاهد أيضاً

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب

البابا فرنسيس: العالم يسير نحو الهاوية إذا لم تنتهِ الحروب فاتيكان نيوز :   في …

2 تعليقان

  1. للأسف .. التهجير و الهجرة جاءتا كنتيجة حتمية للوضع الذي أعقب غزو و احتلال العراق في 2003 و هذا ما خطط له بدقة ولم يكن من قبيل الصدفة ابدا .. وهو ضرب المسيحية في البلدان التي نشأت فيها في البلدان التي تمتلك شواهد تاريخية على نشوء و تمدد المسيحية إلى أرجاء العالم .. بالتأكيد لن يستطيعوا إنهاء الوجود المسيحي في الشرف الأوسط لكن هم نجحوا في إضعافه في العراق و سوريا و يحاولون نفس الشي في مصر .. بالتأكيد القساوسة يقع عليهم العبئ الأكبر في توجيه البقية الباقية في هذا المفصل التاريخي للوجود  المسيحي … أعتقد الوحدة المسيحية لكافة الطوائف ضرورة ملحه في هذا الوقت كتوحيد الأعياد و المناسبات كبادرة اولية و اعطاء أمل لمسيحيي الشرق في مستقبل أكثر أمنا و طمأنينة وهو الأهم

  2. حكيم البغدادي

    نرى من وجهة نظرنا المتواضعة أن غبطة البطريرك موفق بطرحه موضوع تسمية المكون المسيحي, فهي شاملة للجميع حتى لو كانت تسمية مؤقتة .. على الأقل تتوحد مواقفهم وأصواتهم .. مع تذكير البعض أن نوابنا وممثلينا في البرلمان العراقي وبرلمان أقليم كردستان هم أساساً تحت تسمية المكون المسيحي    

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.